قررت الحكومة الاسرائيلية امس تخفيف الحصار البري علي قطاع غزة بعد تزايد الضغوط الدولية عقب جريمتها ضد اسطول الحرية نهاية الشهرالماضي. جاء ذلك بينما بدأ المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل لقاءاته مع المسئولين الاسرائيليين في اطار جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة لدفع عملية السلام. وقال بيان لمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر انه "تمت الموافقة علي تحرير النظام الذي تدخل به السلع المدنية الي غزة وتوسيع تدفق المواد للمشروعات المدنية التي تقع تحت اشراف دولي." ولم يحدد البيان الذي يبدو غامضا أي قائمة للمنتجات التي ستسمح اسرائيل بدخولها ، ولكنه يشير الي ان اسرائيل ستسمح للمنظمات الدولية مثل الاممالمتحدة باستيراد مواد البناء المحظورة سابقا والحيوية لاعادة الاعمار بعد حربها علي غزة في ديسمبر 8002. واشارالمجلس الي أن الاجراءات الامنية القائمة لمنع تدفق الاسلحة و"المواد الحربية" ستستمر. ولم يتضمن البيان اي اشارة الي رفع الحصار البحري الاسرائيلي علي القطاع الذي تديره حركة حماس. ومن جانبها رفضت حماس القرار واعتبرته محاولة للالتفاف علي القرار الدولي بكسر الحصار بشكل كامل عن غزة. وفي وقت سابق اشارت تقارير اعلامية الي ان الاجراءات الاسرائيلية الجديدة لتخفيف الحصار تتضمن وضع "قائمة سوداء" تضم حوالي 120 نوعا من البضائع والمنتجات المحظورة لاحتمال استخدامها "لاهداف عسكرية", فيما يصبح من الممكن ادخال كل البضائع غير المدرجة علي اللائحة إلي غزة. كما يفترض ان تعطي اسرائيل الضوء الاخضر بعد اشهر من الانتظار لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من اجل اطلاق مشاريع بناء أو ترميم مدارس ومبان عامة. من جهة اخري قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي أن المبعوث جورج ميتشيل سيلتقي مسئولين إسرائيليين خلال الساعات القادمة ومع مسئولين فلسطينيين اليوم، ثم يتوجه الي القاهرة غدا السبت. وعلي صعيد اخر، حذر نواب امريكيون تركيا من ان علاقاتها مع واشنطن سوف تتضرر اذا استمرت فيما يرونه مسارا معاديا لاسرائيل. وقال النائب مايك بنس ان تركيا ستدفع الثمن اذا استمرت في موقفها الحالي من التقارب مع ايران وزيادة العداء لدولة اسرائيل. وفي مؤتمر صحفي ندد جمهوريون وديمقراطيون بتركيا العضو في حلف شمال الاطلنطي"ناتو" علي مساندتها قافلة معونات كانت تحاول كسر الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة. ووصف النائب الديمقراطي اليوت انجيل افعال تركيا بانها "مخزية" واضاف انه مع ان تركيا عضو في الناتو فانها توقفت عن التطلع غربا. وفي سياق اخر،حذرت تركيا اسرائيل من مغبة مقاطعة بضائعها علي خلفية الازمة السياسية المتفاقمة بين البلدين بعد الهجوم الاسرائيلي علي اسطول الحرية لاغاثة غزة. وقال وزير التجارة الخارجية التركي ظفر جاغلايان ان الحكومة التركية لن تسمح بمثل هذا الاجراء محذرا من ان ذلك قد ينجم عنه رد فعل تركي عنيف. واوضح الوزير ان بلاده تلقت تقارير وشكاوي من شركات تركية بتعرضها لمضايقات وحملة مقاطعة من الجانب الاسرائيلي وانها طلبت توضيحات بصفة عاجلة من الحكومة الاسرائيلية.