ربما لم يثر الانتباه ذلك الظهور العسكري البحري الاسرائيلي المفاجيء في الخليج مؤخرا.. وربما لم يثر الاهتمام والشكوك في زحام الاحداث الدامية لقافلة الحرية لكسر الحصار »البحري« عن غزة والهجوم الذي قام به الكوماندوز الإسرائيليون بالانزال من الهليكوبتر علي السفينة التركية »مرمرة« وتزامن مع ما اذيع عن دخول ثلاث غواصات اسرائيلية الي مياه الخليج وهي مزودة بصواريخ نووية من طراز »كروز« الامريكية وذلك قبالة السواحل الايرانية وبحيث لم يتم رصدها.. وهي غواصات ألمانية الصنع وبالتحديد تحمل اسماء »دولفين وتيكوما وليفياتان« والخطير في الامر انه سبق ان ابحرت في مياه الخليج من قبل، لكن اسرائيل لم تعلن عنها وقررت هذه المرة بعد الاختراق البحري ابقاء واحدة منها بصورة دائمة في المنطقة.. وحسب صحيفة الصنداي تايمز البريطانية: ان هذه الغواصات الثلاث الاكثر تطورا محملة برؤوس نووية مستعدة للاطلاق ضد الاهداف المرصودة، وربما لم يكن معروفا لايران وجودها في المياه الاقليمية للخليج وبما يهدد دول الخليج كلها. وقد يقال ان نشر الغواصات الاسرائيلية يهدف الي ردع ايران وتهديد سواحلها في المنطقة والحصول علي معلومات عن البرنامج النووي الايراني والتجارب الجارية في »مفاعل بوشهر« ولكن وصول الذراع البحرية الاسرائيلية الي مضيق هرمز يمثل تهديدا مباشرا للدول الخليجية ويكشف عن نوايا مبيتة من جانب اسرائيل!. وكما كشف ضابط اسرائيلي للصحيفة: ان الغواصات الاسرائيلية »الالمانية الصنع« قادرة علي حمل صواريخ يصل مداها الي 0051 كيلو متر وتغطي الاراضي الايرانية بالكامل كما يمكن ان تغطي اي دولة خليجية او عربية اخري من البحر المتوسط والي البحر الاحمر.. وتحمل كل غواصة طاقما من 53 الي 05 فردا ويمكنها البقاء في مياه البحر لمدة خمسين يوما متصلة وبدون حاجة الي الامداد والتموين وكذلك يمكنها الغوص بعمق 0511 قدما تحت الماء لمدة اسبوع علي الاقل!. ولكن كيف وصلت هذه الغواصات الاسرائيلية الي الخليج ومن اين ابحرت وخط سيرها؟ كما يبدو انها توجهت عن طريق رأس الرجاء الصالح لانه لايوجد سوي ميناء ايلات في خليج العقبة وهو المنفذ الوحيد الي البحر الاحمر والخليج عبر مضايق تيران وصنافير ويمكن أن تكون تلك الغواصات قد ابحرت من ميناء قاعدة اسدود واتخذت خط السير الطويل لكي تتفادي المرور في قناة السويس!. ان الوجود العسكري البحري الاسرائيلي بغواصات نووية في الخليج يفرض واقعا جديدا ومتغيرا في المنطقة ويعرض الدول الخليجية لخطر المواجهة في حالة وقوع صراع مسلح حرب بالصواريخ بين اسرائيل وايران وتصبح كل دولة ساحة مفتوحة للضربات الصاروخية المتبادلة والتي لا يمكن التحكم في مسارها واهدافها.. وقد تقدم اسرائيل علي هذه المغامرة الحمقاء لكي تضرب ايران في العمق وتدمر منشآتها النووية بحرب استباقية!. وقد اكدت مجزرة قافلة الحرية لكسر الحصار عن غزة: ان اسرائيل لا تقيم وزنا لاي التزامات وقوانين ولاترعي حدودا او مياها دولية في نوايا العدوان مادامت تحقق اغراضها ومصالحها.. وبدرجة انها اعترضت سفن قافلة الحرية في عرض البحر المتوسط علي مسافة 08 ميلا من غزة واطلقت الرصاص علي ركابها المدنيين العزل النشطاء، ومارست القرصنة في تحد صارخ للقانون الدولي.. وجاء تهديد نتنياهو بمنع اي سفينة من كسر حصار غزة واخرها السفينة الايرلندية »راشيل كوري« لكي يؤكد تلك القرصنة.. وهذا يتطلب من الدول الخليجية ان تتحرك بشكل حاسم لحماية مياه الخليج من اختراق الغواصات النووية الاسرائيلية وتعمل علي حماية مياهها الاقليمية وأمنها القومي!!.