النقطة هي القاسم المشترك الأوضح والابرز في منافسات اليوم الأول بين منتخبات المجموعة الأولي للمونديال العالمي رقم 91 والتي تجري رحاه في قارتنا السمراء وتحتضن فاعلياته جنوب افريقيا.. اكتفي الرباعي المتنافس بهذه النقطة اثر انتهاء أول مباراتين بالتعادل.. الأولي بين جنوب افريقيا ومنتخب البافانا وبين ضيفه المكسيكي وانتهت بالتعادل الايجابي 1/1.. والثانية بين ممثل أوروبا الأشهر والأعرق والذي كان له صولات وجولات وتمكن من انتزاع كأس العالم عام 8991 بفضل موهوبة الفذ زين الدين زيدان وارتقي إلي المباراة النهائية عدة مرات وهو فرنسا وبين أحد ابطال العالم السابقين وممثل قادرة امريكا الجنوبية بين العمالقة الانذار وهو اورجواي الذي حقق اللقب عامي 0391 و0591 ووصل لنصف النهائي عام 0791 وانتهت بالتعادل السلبي. هذا عن النقطة بضم النون.. أما عن »النقطة« بفتحها فقد اصابت الجماهيرة الغفيرة.. سواء عشرات الآلاف التي تجمعت باستاد سوكر سيتي بمدينة جوهانسبرج وبلغ عددها 09484 ألف متفرج أو عشرات الملايين التي تابعت الافتتاح البسيط الذي جري قبل المباراة وسعت لتناول وجبة فنية دسمة من متابعة اللقاء غير انها اصطدمت بأداء رتيب وعطاء زهيد وايقاع بطيء اتسم بالعشوائية والارتجالية.. تخلله حماس شديد.. ورغبة أكيدة من جانب المكسيكيين في الشوط الأول ولاحت لهم بعض الفرص شبه الخطرة من خلال هجمات مكثفة شنها الضيوف بثلاثة مهاجمين هم فيلا وفرانكو وجيوناني وكان مديرهم الفني خافيير اجويري يرنو لخطف هدف مبكر يربك حسابات أصحاب الأرض ويفسد خطط الخبير البرازيلي المحنك كارلوس البرتو غير ان النهايات الضعيفة واستبسال المدافعين في التصدي لهذه الهجمات فضلا عن ثبات ويقظة وتركيز الحارس الجنوبي ايتوميلينج حالت دون تحقيق امانيهم.. وقبيل نهاية الشوط الأول وحتي انتهاء المباراة تحولت مجريات اللعب لصالح الجنوبيين وتمكنوا من الانتشار الجيد والانطلاق السريع وشكلوا بعضا من الخطورة الفائقة ومن تمريرة طولية زكية من اللاعب بينار انطلق تشابالا وتخطي رقيبه المدافع بسنتيمترات وسدد كرة بيساره قوية سكنت الزواية اليسري العليا لمرمي الحارس أوسكار بيريز في الدقيقة 55 من البداية.. وكان لابد للمنتخب المكسيكي ان يستفيق ويسعي لاستعادة التوازن ومجاراة أصحاب الأرض وخطف التعادل ؟؟ إلي نقطة ثمينة بدلا من الصفر الكئيب في الرصيد.. ودفع اجويري المدير الفني لهم بالمخضرم بلانكو والموهوب هيرنا نديز واستمرت التغييرات وعمليات الشحن والدفع المعنوي عن تعديل النتيجة من خلال خطأ دفاعي سازج ارتكبه اصحاب الأرض استغله رافيل ماركيز وسدد كرة قوية بيمناه محرزا هدف التعادل في الدقيقة 97 وليخرج الفريقان راضيان عن النقطة بينما خرجت الجماهير ساخطة من »النقطة« التي اصابتها والتي لم تكن تتوقعها.. ولابد أن نشير إلي أن حكم المباراة الاوزبكستاني رانشان ارمانوف كان نجم المباراة الأول بلياقته العالية وحضوره الذهني اللائق وتواجده القريب من كل الكرات وقراراته الحاسمة والحازمة والتي لم تسمح بالانفلاب أو التجاوز وجاء معه في قائمة النجوم الحارس الجنوبي ايتوميلينج الذي لا يمكن أن يتحمل مسئولية الهدف الذي دخل مرماه من انفراد كامل وعن مسافة قصيرة. الصدمة الفرنسية كانت صدمة الجماهير الحقيقية والشديدة في مستوي الديوك الفرنسية.. هؤلاء الديوك الذين تعملقوا وتفوقوا في نهاية حقبة التسعينيات من القرن الماضي ووصلوا لمركز الوصيف في البطولة الماضية تحولوا في مباراة أول أمس أمام اوراجوي إلي لاعبين أقل من المستوي العادي وليسوا جديرين بتمثيل الامبراطورية الفرنسية أو حتي امارة موناكو.. لم يكن للديوك أي خطورة تذكر علي مرمي اورجواي وحارسه فرناندو موسبليري المحترف بنادي لاتسيو الإيطالي باستثناء التمريرة العرضية المتقنة التي مررها »الشارد« ريبيري واخفق المهاجم جوفو في تكملتها داخل الشباك وهو منفرد تماما بالحارس وتسديدة أخري من ضربة حرة لجوركوف ومن مسافة متوسطة ابعدها الحارس.. هذه هي المحصلة الاجمالية للخطورة الفرنسية طوال ال09 دقيقة بالرغم من الاستحواز النسبي الأكبر لهم وسط الملعب لكن بطريقة تقليدية رتيبة خلت من الابداع وافتقرت للحلول الفردية وظل دومينيك المدير الفني غير المقبول من قياداته وجماهيره محتفظا بورقة نايلكا وحتي منتصف الشوط الثاني بالرغم من افتقاده للذكاء واتباعه للأداء الفردي الاحمق ومشاركاته غير الواعية في الكرات والتي تسببت احيانا في تسللات علي فريقه لو انه لم يشارك فيها لذهبت لزميل غير متسلل. ورغم أن دومينيك اجري بعض التغيرات مؤخرا ورغم أن الحكم الياباني النشيط يوويشي نتشيمورا ابرز البطاقة الحمراء بعد انذاره الأول للديل لودير غير أن هذه المعطيات لم تمنح الديوك الفرصة لترجمة تفوقهم النسبي إلي اهداف وليرتفع رصيد الطرفين إلي نقطة واحدة الحقتهما بكل من جنوب افريقيا والمكسيك وليكون الرباعي علي نفس المستوي والفرصة لاثبات الذات في الجولة الثانية يوم الاربعاء والخميس القادمين.. ولاشك أن أداء لاعبي اورجواي اكسبهم الاحترام بما تحلوا فيه من حماس وطمعوا في انهاء الجولة لصالحهم واستغلال حالة الكمون والهدوء وعدم التركيز التي اصابت الفرنسيين.