قرأت ما جاء في عمود سيادتكم »بالمنطق« تحت عنوان »نزعة أن نكون شيئاً آخر غير أنفسنا«، والحقيقة أن ما تطرقتم له ذكرني بما قرأناه عن الزمان غير البعيد حيث كان الطبيب يكتب علي يافطة عيادته »حكيم تخصص كذا« وإذا كان طبيب صاحب خبرة طويلة ويرأس تخصصه في مستشفي يكتب »حكيمباشي« تخصص كذا، من هنا جاءت تسمية »دار الحكمة« التي هي نقابة الأطباء حالياً ولكن يبدو لأن دراسة الطب في مصر بالانجليزية فلذلك تستخدم كلمة »دكتور« بنطقها بالعربية برغم أنها ترجمة لكلمة طبيب بالانجليزية وبالمرة تصلح للاعتقاد بأنها دكتوراة! والعجيب أن استخدام كلمة حكيم وحكيمباشي كانت في ظل الاحتلال الانجليزي!! وننتقل بعد ذلك إلي »بلوة« حشو الكثير من الأطباء في روشتاتهم ويافطة عياداتهم بكتابة شهادات علمية من أوروبا وأمريكا لم يحصلوا عليها، وهو ما شجع الطبيب البيطري والمطمئن لعدم متابعة نقابة الأطباء للعيادات بأن يكشف علي المرضي في عيادة تخصصية باعتبار أنه يعالج الحيوانات التي لا يمكنها الإفصاح عن مواجعها ولذلك من السهل عليه معالجة المرضي الذين يمكنهم الإفصاح ووصف مواجعهم بأوصاف متعددة لتسهيل مهمة الطبيب، وهم ينفردون بهذه الخاصية »إظهار المواجع« بشهادة أطباء الغرب علي حد قول طبيب مصري عمل في إحدي الدول الغربية، ولا يفوتنا أن نضيف لما جاء في بداية عمود سيادتكم أننا نقرأ يافطة علي مكتب محام تبدأ »باللواء شرطة« أو »أركان حرب« فلان المحامي أو »المستشار« فلان المحامي ورئيس محكمة استئناف كذا سابقاً، وأضف إلي ذلك حملة الكروت الشخصية التي تسبق أسماءهم كلمة »مستشار« وعندما يشعر أحدهم باكتشاف كذبه يسارع بالقول إنه مستشار قانوني في شركة خاصة أو مستشار سياحي أو تجاري أو مستشار في تصميم العباءات الحريمي أو تسريحات شعر السيدات!! شريف عبدالقادر محمد المحرر: ليس عندي ما أضيفه علي هذا الكلام المتعمق الذي لمس جذور هذه الظاهرة الغريبة والفريدة في مجتمعنا، ولكن مجرد إحساسنا جميعاً بها فإن في هذا الإحساس، وذلك الوعي، البداية الصحيحة للقضاء علي هذه الظاهرة، وما استتبعها من أضرار ألمّت بنا جميعاً!!