آه ياعرب! كالعادة فعلت إسرائيل فعلتها ولم يمسسها أي ردع أو عقاب.. ارتكبت جريمتها الإرهابية ضد سفينة الحرية.. لم تكتف بمنع روادها من الوصول بالمساعدات الانسانية إلي غزة المحاصرة.. قتلت بعضهم وروعت البعض الآخر. المجزرة كانت تستدعي رد فعل عربيا أقوي بكثير من رد الفعل الدولي، لأن العرب هم أصحاب المصيبة.. أصحاب الفجيعة والوجيعة.. وقد حدث ذلك إلا كثيرا »!«.. مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي استدعت السفير الإسرائيلي بالقاهرة.. وهي التي فتحت معبر رفح لدخول المساعدات إلي أهالي غزة.. أما بقية العرب فقد اكتفوا ببليغ الخطابة وبديع الشعر الذي ورثوه عن زمن الجاهلية.. اكتفوا مجددا بالعتاب.. ولأن العتاب دائما ما يكون للأحباب فإن رد الفعل لم يخرج عن الشجب والادانة والاستنكار »!«. نيكاراجوا ليست دولة عربية.. ولا تتحدث العربية.. ولا تجري في عروقها الدماء العربية ورغم ذلك انتفضت وثارت.. بادرت علي الفور بقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل.. وبدا الأمر أشبه بسرادق العزاء الذي بكي فيه المعزون بحرارة بينما اكتفي أهل الميت بالحديث عن المرض الذي أودي بحياة المرحوم! لقد توسعت إسرائيل في عدوانها وعربدتها بالمنطقة.. توحشت في عملياتها الإرهابية بالأراضي العربية المحتلة ورغم ذلك لايحرك اصحاب القضية ساكنا.. وتأتي مجزرتها الاخيرة لتؤكد للعرب وللمجتمع الدولي أنها فوق القانون وأنها مستمرة في أعمالها العدوانية دون رادع وأنه علي العرب أن يرضوا بسياسة الأمر الواقع وإلا فنيران آلتها العسكرية يمكن ان تطولهم في أي وقت وأينما كانوا »!« وجاءت المجزرة أيضاً لتكشف ورقة التوت التي كانت تستر سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.. ولتؤكد أيضاً ان الرجل الأسمر الذي يعتلي عرش البيت الأبيض لايمكن أن يضحي بصداقة إسرائيل مهما كانت الأسباب والدوافع.. وكل مجزرة والعرب طيبون!