اختلق الاحتلال الإسرائيلي قصة ما يسمي بكنيس الخراب أو كنيس "هاحوربا" بالعبرية بعد أن وجد فيها وسيلة تمهد لهدم المسجد الأقصي وبناء الهيكل المزعوم. وتزعم الرواية اليهودية أنه كان في القدس في يوم من الأيام كنيس يهودي علي بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصي بينما يؤكد مسئولو التراث والأوقاف الإسلامية أن مكان هذا البناء هو جزء من وقف إسلامي وجزء آخر منه مكان لبيوت تعود لعائلات مقدسية هدمت بعد احتلال حارة الشرف في عام 1967 وتم تحويل الحارة إلي ما يسمي حارة اليهود بعد تغيير معالمها. وما يؤكد ذلك وجود المسجد العمري الكبير ملاصقا لهذا البناء الدخيل علي المكان. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أغلق المسجد العمري منذ سنوات. لكن الحركة الصهيونية نسجت رواية خيالية لهذا الكنيس حيث يقول الإسرائيليون إن تاريخ هذا الكنيس يعود إلي القرن الثامن عشر الميلادي وإن مجموعة من اليهود دفعت آنذاك رشوة لبعض عمال الدولة العثمانية حتي يقوموا ببناء ما يسمي "معبد حوربا" علي أنقاض معبد قديم مزعوم. وتقول هذه الرواية إن المعبد بني ثم هدمه العثمانيون عام 1721 وظل المعبد -حسب الرواية- خرابا لنحو 90 عاما ومن هنا تم اختلاق التسمية. وتتابع الرواية أنه كان هناك حاخام يهودي يدعي جاؤون فيلنا تنبأ ببناء هذا الكنيس مجددا تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم في النصف الثاني من مارس عام 2010. وتضيف الرواية أن تلاميذ هذا الحاخام سعوا لبناء هذا الكنيس للمرة الثانية وتمكنوا من بنائه في القدس عام 1864. وبدأ التخطيط لبنائه هذه المرة عندما بدأ الإسراع في وتيرة خطط تهويد القدس حيث أقرت الحكومة الإسرائيلية في عام 2001 بناء الكنيس بتمويل تساهم فيه المؤسسات اليهودية ومتبرعوها الأثرياء. وفي عام 2003 تم اختيار حارة الشرف لتكون موقعا للكنيس لا يبعد سوي عشرات الأمتار عن المسجد الأقصي. وتقول "مؤسسة الأقصي للوقف والتراث" إن الاحتلال الإسرائيلي سعي من خلال الطراز المعماري للكنيس إلي اختلاق تاريخ عبري يهدف إلي التشويش علي معالم المسجد الأقصي تمهيدا لهدمه ، حيث يبلغ ارتفاع الكنيس أربعة طوابق ويتميز بشكله الضخم وقبته المرتفعة التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة، والتي يحاول الإسرائيليون بها صرف الأنظار عن قبة الصخرة أوضح المعالم في المسجد الأقصي. وتغطي قبة الكنيس .