لا اعرف من الذي ادخل في روع وزير التعليم العالي د.هاني هلال ان طلاب دفعة سنة الفراغ التعليمي الذين سيؤدون امتحان الثانوية العامة خلال ايام ان طلاب هذه الدفعة من الفاشلين والراسبين والباقين للاعادة وان مستواهم العلمي في حالة نجاحهم في الامتحان لا يؤهلهم للالتحاق بكليات الطب والصيدلة.. والهندسة.. الخ. في الجامعات الحكومية.. لقد حكم عليهم الوزير مقدما وقبل اداء الامتحانات ان مستواهم العلمي متدن. وسؤالنا لمعالي الوزير: كيف عرفت ان هؤلاء الطلاب سيحصلون علي درجات متدنية، وهل قرأت الطالع.. ام ان هناك اتفاقا مسبقا بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، علي هذه النتيجة، وحان وقت اعلانه بانجاح عدد محدود من الطلاب وبدرجات منخفضة وتكون حجة عليهم بأنهم لا يصلحون للدراسة بالجامعات الحكومية.. وبهذا الاتفاق غير المسبوق، تكون الطامة الكبري، لقد اصبحت النتيجة معروفة سلفا وقبل ان يبدأ الامتحان.. كما يكشف هذا الاتفاق ان هناك توجها حكوميا لتفريغ الجامعات الحكومية من ابناء المصريين الكادحين. وحرمانهم من التعليم الجامعي وينتشر الجهل بين ابناء الشعب .. ويكون الشارع مأوهم بامراضه الاجتماعية الخطيرة . أو دفعهم دفعا إلي البحث عن مكان في الجامعات الاجنبية والجامعات الخاصة وسترحب هذه الجامعات بالصيد الجديد، ويصبح الطلاب سوقا رائجة لمن يستطيع دفع رسوم الدراسة وهي بآلاف الجنيهات سنويا.. وياالف مرحب وعشرين الف مرحب أو ثلاثين أو خمسين الف مرحب. وهذه الاموال الطائلة تصب في خزائن الجامعات الاجنبية والخاصة وليذهب الفقراء الي الجحيم.. وفي يقيني ان الوزير د.هاني هلال قداطلع علي تصريحات د.احمد درويش وزير التنمية الادارية في لقائه مع طلاب وهيئة التدريس بجامعة الزقازيق في الاسبوع الماضي الذي اكد فيها انه لا يوجد في مصر تعليم مجاني وان المواطن المصري هو الذي يدفع تكاليف تعليم ابنائه، اما عن طريق جباية الضرائب التي تفرضها الحكومة، قسرا، علي الغلابة.. أو عن طريق ولي الامر نفسه القادر علي إلحاق ابنائه بالتعليم الخاص، والحصول علي الشهادات الاجنبية المرحب بها في مصر وتكون لابنائهم الصدارة في الحكم والمال . وقد ابدي الوزير د.درويش استياءه من ترديد مصطلح كليات القمة وكليات القاع، وقال: لو اعرف من ابتدع هذه الكلمات لحاكمته.. فلا توجد كليات قمة وكليات قاع، فكل دراسة قمة في ذاتها، والعبرة بالاجتهاد والتفوق في اي دراسة جامعية أو مهنية.. وبكل تأكيد ان الوزير د.درويش يعرف اسماء من اطلقوا هذا التعبير السخيف، ولكن يمنعه الحياء والزمالة الوزارية من الافصاح عن هذه الاسماء. إلي جانب انه لا يوجد قانون لمحاكمة الوزراء علي افعالهم واقوالهم الرديئة .. ومن ارشيف الذاكرة استطيع ان اقول ان كثيرا من حكام هذا الزمان التحقوا بكليات القمة من طب وهندسة.. الخ بمجاميع لا تتعدي 07٪ في سنة حصولهم علي الثانوية العامة، وفي كليات الحقوق بمجموع لايتعدي 55٪ في الثانوية العامة وتخرجوا في كلياتهم، واصبحوا وزراء ورؤساء شركات ورجال اموال ولم يقل عنهم احد انهم .متوسطو الذكاء. معالي وزير التعليم العالي، لا تسعي إلي خلق أزمة للناس البسطاء، حيث لا ازمة، ولا تسعي بالتضييق علي الاسرة المصرية بتصريحات لا مبرر لها، وانت اول من يعلم ان هذه الدفعة سيئة الحظ، وهم ضحايا السياسات التعليمية الخاطئة وغير المستقرة التي تتغير بتغير الوزراء.. ولا تبني علي بصيرة ولا علم. انما وفق الهوي والمزاج واتجاه الريح.. شرقا أو غربا أو جنوبا أو شمالا وما خفي كان أعظم . واقول للوزير ان كثيرا من طلاب هذه الدفعة لم يرسبوا عن عمد، انما جاء رسوبهم لظروف اجتماعية أو لظروف مرضية، وشاء حظهم العاثر ان يأتي رسوبهم في ذات عام عودة الصف السادس الابتدائي ولو كان رسوبهم في غير ذات العام لانضموا بشكل تلقائي لدفعة عادية، تطبق عليهم قواعد التنسيق العادية اسوة بالسنوات السابقة.. ولا ادري كيف وافق المجلس الاعلي للجامعات علي هذه التوجهات، واعتقد ان كثيرا من اعضاء المجلس ليسوا في صف التضييق علي الاسرة المصرية . ولكن للوظيفة احكام... والحديث موصول. المحرر