ما رأيكم دام فضلكم في اندفاع بعض وسائل الاعلام نحو تقديم وابراز النماذج التي تسيء للمجتمع، وتفسد قضاياه، وتربك خطواته نحو المستقبل الافضل الذي ينشده ويضحي بالغالي والنفيس من اجله؟! ما رأيكم دام فضلكم في ان يترنح الاعلام ويفشل في ان يرتفع لمستوي وقامة ثورة هائلة يفخر بها الوطن وينبهر بها العالم ويراها مثلا رائعا للثورات الشعبية الحضارية؟! ما رأيكم دام فضلكم في ان يعجز الاعلام عن ان يواكب ويدعم الثورة التي فتحت له ابواب الحرية فإذا به يتخبط ويكاد يفقد عقله فيجري وراء الاثارة البغيضة مهما كانت علي حساب صورة الثورة وصورة مصر، وهذا ما يلاحظه بسهولة اي مشاهد أو قاريء فيري ما تبثه الفضائيات وما تدسه الصحف والمجلات من اشكال وألوان الاثارة، وحيث ان مسلسل الاخطاء لا يحتاج إلي مزيد من الرصد والتوضيح فانني اتوقف معكم امام اخر مشهد يجسد سقوطه المريع، هذا المشهد - يا حضرات - يتمثل في المتابعة الاعلامية الساذجة لطوابير الذين يسحبون استمارات الترشح لرئاسة الجمهورية فيذيعون وينشرون صورهم واخبارهم وتصريحاتهم الساذجة البلهاء ويستضيفونهم في البرامج المختلفة والنتيجة طبعا هي توجيه اهانة بالغة لاحدي النتائج العظيمة لثورتنا النبيلة، وبدلا من ان نفرح ونحتفي بالتحرك علي طريق الديمقراطية بعد ان استعدنا حقنا الضائع في اختيار من يكون رئيس جمهوريتنا لاول مرة منذ عشرات السنين، ينزلق الاعلام إلي مستنقع الاثارة الهوجاء فيتسابق في إلقاء الاضواء علي من دخلوا السباق ليس من اجل الترشح فعلا لرئاسة الجمهورية ولكن من اجل ظهور صورهم ونشر اسمائهم لا اكثر، وهكذا رأينا كيف أسيء لتجربتنا الرائعة. فطالعتنا - وصدقنا - صور اولئك الباحثين عن الاضواء، فهذا »لص تائب - أو سابق! - و هذا »ماسح احذية« يدلي بتصريح ساخن فيقول: »انه تقدم للترشح لرئاسة الجمهورية لان الزبائن الذين يمسح احذيتهم اقنعوه بذلك« وهذه سيدة متخلفة تسحب اوراق الترشح وتنقل عنها الصحف والفضائيات وعدا براقا سوف تلتزم به لو صارت رئيس الجمهورية فتقول - فض فوها - »انها بعد ان تجلس علي الكرسي سوف تعين نائب رئيس مهمته ان يحمل حفيدها؟«. بذمتكم يا حضرات - هل هناك تشوية اكثر من ذلك لصورة ثورتنا النبيلة؟ وهل لو كان اعلامنا لم يفقد عقله ومن ثم تجاهل تماما تلك النماذج وحرمها نهائيا من الاضواء التي تسعي إليها لما زاد عدد المتقدمين للترشح علي عدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة بدلا من عشرات المئات الذين حولوا قيمة ومعني الديمقراطية واختيار رئيس الجمهورية إلي مهزلة أبدية تثير ضحكات الاخرين وسخريتهم منا ومن ثورتنا؟ والسؤال الآن: هل ينجح بعض الاعلاميين الذين تشبثوا بعقولهم واحترموا رسالتهم في انقاذ صورتنا الثورية واستعادة »الاعلام« لعقله؟! نصيحة نزار قباني للقمة العربية موجها نصيحته للقادة والزعماء العرب الذي جمعتهم القمة العربية امس في بغداد.. قال نزار قباني: »ايها السادة هذا آخر موعد حب يتاح لكم فأحبوا بعضكم.. قبل أن تنقرضوا«