من النتائج السلبية لما حدث ويحدث من تباين وتعارض وتناقض الرؤي والمواقف والبيانات والتصريحات لفصائل ثورتنا النبيلة، انك لو ابديت رأيا يختلف عما يراه آخرون. سوف تجد نفسك عرضة لانتقادات وربما اتهامات من كل حدب وصوب. لكنك لو كنت مثلي تبتغي الحقيقة المجردة، ولايشغلك سوي الصالح العام للوطن، ولايزعجك الا ما ينال او يشوه ثورتنا التي بهرت العالم، فانك ياعزيزي سوف تقول كلمتك مهما بدا انك تسبح ضد التيار، ونصيحتي لك ولنفسي الا يدفعنا ذلك الي التراجع عن كلمة الحق والمنطق مادامت النوايا طيبة ومخلصة وصادقة، وهذا بالضبط ما أمارسه الآن وفورا: أنا مع قرار المستشار رفعت عندما أعلن المستشار احمد رفعت قرار المحكمة بايقاف البث التليفزيوني لجلسات محاكمة الرئيس السابق ونجليه، وحبيبه العادلي وآخرين، تضاربت الآراء واختلفت كالعادة مواقف الفرقاء، واستغل البعض كالعادة مهرجان الفضائيات ليعلنوا الرفض التام لذلك القرار، وخرجت جماعات وائتلافات وكيانات تحذر وتنذر وتهدد بالويل والثبور وعظائم الامور اذا ما اختفت جلسات المحاكمة التاريخية من الشاشات الفضية، وارتفعت من جديد اصوات الاعتصامات، ولهؤلاء الرافضين والمعترضين اقول: ياحضرات ما رأيكم دام فضلكم فيما شهدته جلسات المحكمة من هرج ومرج وتزاحم المئات من محامي الادعاء المدني وغيرهم للوقوف امام الكاميرات والميكرفونات دون ان يصدر عنهم ما يفيد القضية التي جاءوا من اجلها فالمهم ان يظهر من ينقض قبل غيره علي الكاميرات التليفزيونية، وهو يمني نفسه ان اهله واقاربه وزبائنه يشاهدون طلعته البهية وربما ينبهرون به ومنهم اهل الشهيد الذي وكلوه ليحقق له القصاص والتعويض وبالمناسبة يوجد بين هؤلاء المحامين من يعلم جيدا انه تعاقد للدفاع عن مسجلين خطرين قتلوا امام اقسام ومراكز الشرطة عندما حاولوا اقتحامها وسرقة ملفاتها، وحرقها ان أمكن، ومثل هذا المحامي يحاول ان يزيف الوقائع بادراج اسماء اولئك المسجلين الخطرين في قوائم الشهداء وهم أبعد ما يكونون عن معني وروعة الشهادة، المهم الحصول علي تعويض محترم ينال السيد المحامي نسبته المعروفة منه، واذا كان امثال هذا المحامي قلة قليلة حتي لانظلم الآخرين الا أن التزاحم الذي وصل الي التهديد بالضرب لامؤاخذة »بالجزمة« لمن يعترض طريق المندفع نحو الكاميرات أدي الي توقف الجلسة الاخيرة عدة مرات، مما جعل المستشار احمد رفعت يبدي دهشته واستياءه ويقول »ان ما يحدث فوق طاقة البشر!« وهكذا كان من الطبيعي والمنطقي ان يصدر قرار المحكمة بوقف البث التليفزيوني من الجلسات من اجل إغلاق الابواب نهائيا امام من تحركهم شهوة الشهرة والاضواء وحتي لايضيع وقت المحكمة في الاستماع الي خطب رنانة جوفاء، ولقد جاء هذا القرار في وقته خاصة وقد شاهد الجميع خلال ثلاث جلسات المتهمين بقتل الثوار وجرائم اخري، وكان البعض يتشكك في امكانية ظهور الرئيس السابق ونجليه وبعض رجاله في قفص الاتهام، كذلك لايختلف اثنان علي ان المحكمة اكتسبت الثقة والاحترام بما اكدته من التزام تام بتحقيق العدالة الناجزة السريعة لجميع الخصوم، كما تعهدت بتكثيف الجلسات حتي تصدر احكامها قبل 03 يوليه القادم، وهذا ما يحفظ للثورة زخمها وبهاءها. أنا.. مع المحاكم العسكرية!! أقدر واحترم كل من ينادي بان تكون مساءلة ومحاكمة اي مواطن امام المحكمة المدنية فقط وليست العسكرية خاصة بعد ما اثير من لغط حول تحقيقات النيابة العسكرية مع بعض الناشطات والنشطاء وما نشر عما تعرضت له اسماء محفوظ وآخرون، نعم اقدر واحترم اصحاب هذا الرأي، لكنني ارفضه تماما لو كان لايستثني »البلطجية« الذين يعيثون في الارض اجراما وفسادا، وليست »حادثة عمرو الحمزاوي« والفنانة بسمة الا مثالا لبشاعة مايرتكبه هؤلاء البلطجية والكارثة ان الامر لاينتهي عند اثارة القلق والرعب لدي المواطنين، اذ انه يمتد الي السياحة والانتاج، كما يتيح الفرصة لأعداء الثورة كي يوجهوا اتهاماتهم لها بانها سبب كل الجرائم والبلاوي!! فلتستمر المحاكم العسكرية في مهمتها التي اراها محصورة فقط داخل جرائم البلطجة، خاصة مع صعوبة بل استحالة قيام القضاء المدني بدوره في مثل هذه الجرائم لانه متخم ومشغول للآخر بآلاف القضايا الساخنة التي فجرتها ثورتنا المجيدة. هذا هو رأيي اعلنه حتي لو كان ضد التيار!!