لا يزال عشرات الحالمين بالجلوس علي عرش رئاسة جمهورية مصر المحروسة، يتوافدون علي مقر اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية لسحب استمارات الترشيح. بلغ عدد الذين تقدموا للفوز بحمل لقب »المرشح المحتمل« حتي مساء أمس الأول »868«.. ومعظمهم لا يطمع في أكثر من التمتع بحمل لقب »المرشح السابق لرئاسة الجمهورية«، بعد ان ينفض المولد، وتنتهي الهوجة التي شارك فيها زعيط ومعيط ونطاط الحيط!! أشكال وألوان من البشر الذين ما أنزل الله بهم من سلطان انتظموا في الطابور الواقف أمام قصر الأندلس.. كل منهم يتلفت حوله في شغف وشوق بحثا عن مصور صحفي، أو مندوب قناة فضائية، ليفضي إليه بأي كلام والسلام.. لزوم »المنظرة« و»الفشخرة«.. والغريب أن كل واحد، وواحدة، من الواقفين في الطابور قد اندمج تماما، وصدق نفسه، وعاش في الدور تمام التمام!! واحدة اسمها »بثينة« -كانت مذيعة- قالت قبل ان تسحب استمارات الترشيح، انها تعتبر نفسها مرشحة الثورة، ورأس حربة في مواجهة »العسكر«!!.. وواحد اسمه »أنور« -ساعاتي- قال أنه أحق الناس برئاسة مصر، لأنه شارك في حرب »76«، وحرب الاستنزاف، وحرب »37«!!.. وواحد اسمه »عاشور« -عامل- قرر الترشح للقضاء علي الظلم والفساد والرشوة والمحسوبية، والقيام بثورة صناعية!!.. وواحد اسمه »عادل« -مبلط سيراميك- قال انه بعد الفوز برئاسة جمهورية مصر، سوف يقوم بحل مشكلة سوريا!!.. وواحد اسمه »محمود« -مقاول- يرتدي جلابية ويضع فوق رأسه عمامة، يؤكد انه سيقوم بعد الفوز بالرئاسة، بمناصرة الفقراء، ويقف مع الصعايدة الذين سوف يساعدونه في جمع التوكيلات!!.. وواحد اسمه »عبدالعظيم« -مطرب- قال انه سيعتزل الغناء بعد الفوز بالرئاسة!!.. وواحد اسمه »مجدي« -مزارع- قال انه لا يعرف القراءة والكتابة، ولكنه سيكون أفضل من المتعلمين الذين لم يحققوا لمصر أي شيء!! ويا عيني عليك يا مصر!!