(الثقافة العربية في المهجر) هو موضوع ملتقي مجلة "العربي" الحادي عشر، الذي عقد بالكويت (12-15 مارس) ورغم أن هدف الملتقي وطموحه هو الحوار والتواصل مع الآخر، ومع ثقافات آخري، فقد كشف اللقاء، حجم المسافة والقطيعة بين المثقف والمثقف، بين المبدع والمبدع، وأن ثمه لغة مغايرة، أو لغات عديدة ومختلفة.. لا أحد يريد أن يتكلم مع أحد، ولا أحد يريد أن يسمع أحدا، جزر معزولة، لا رغبة في التواصل، ولا رغبة في الحوار، كل سعيد بما وصل اليه، مكتفيا بالمساحة التي يقف عليها، دون طموح النظر الي الأمام أو النظر الي الخلف، لا أحد يبحث عن تجديد أفكاره، وتحديثها بالاحتكاك والجدل والمناقشة، لا أحد يريد الحوار، حالة من الانقسام والتشظي بدت لافتة.. الانغلاق الثقافي لدي الكثيرين، كشف عن رؤي تقليدية محافظة، تهيمن فيها الصور القديمة علي طريقة التفكير، وتفرض سيادتها وسطوتها.. المهجر بالنسبة إليهم لا يعني سوي الغربة، والحنين والاغتراب، وهو(عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم، وهو منفي البارودي، وأحمد شوقي و(وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني اليه في الخلد نفسي).. وعلي العكس، الأجيال الجديدة من الكتاب والمبدعين العرب المقيمين في المهجر، أو المقيمين خارج بلدانهم، يفكرون بطريقة آخري مختلفة ومغايره، تخلصوا من الحنين والنوستالجيا، تخلصوا من الأحساس بالغربة والاغتراب، حتي داخل أعمالهم الفنية، ثمه شيئ من الذوبان مع ثقافة الآخر يسعون اليها،وحريصين عليها، الحنين لديهم سذاجة، والهوية مفهوم كلاسيكي قديم تم تجاوزة..! الكل يتقاطع مع ذاته، ويتقاطع مع الآخر، والعالم بات تماما عكس العالم!!