حزنت ان تنشر صحيفة الفجر المستقلة وفي يوم احتفالنا بيوم الشهيد تقرير! أعتبره إهانة لكل تضحيات ابناء مصر التي قدموها دفاعا عن بلدهم.. وبالأخص في حرب أكتوبر المجيدة.. التي ازالت الاحتلال الاسرائيلي عن ارضنا في ملحمة سطرها جنود مصر الاوفياء. لا الوقت مناسب ولا التاريخ يؤيد ولا الواقع يصدق ان مصر التي خاضت حرب التحرير لتحقيق أغلي انتصاراتهما في أكتوبر 3791 كانت علي اتفاق مع أمريكا واسرائيل لعمل »تمثيلية حرب« تعبر خلالها مصر قناة السويس تم تسمح للقوات الاسرائيلية بعبورها في الاتجاه المعاكس مقابل مزايا يحصل عليها كل جانب. الصحيفة التي نشرت التقرير قالت ان مؤرخا اسرائيليا يدعي ميلشتاين حصل علي تقارير سرية كتبها السفير الروسي في مصر إبان الحرب فلاديمير فينوجرادوف وكان قريبا من السادات والجيش المصري حول الثغرة في الدفرسوار والتي استطاعت فيها القوات الاسرائلية. عبور القناة ومحاوله حصار الجيش الثالث ودخول السويس والاسماعيلية. المؤرخ اشار.. كما تقول الصحيفة- قي تقريره الذي استند لرأي فينوجرادوف ان هناك مؤامرة امريكية واتفاقا مسبقا بعدم قيام اسرائيل باستدعاء الاحتياطي مقابل ان تسمح مصر للقوات الاسرائيلية بعبور القناة علي امل ان يتم حل ودي مباشر بين الاطراف برعاية امريكا أن تدخل مصر حربا محدودة مع اسرائيل وتسترد فيها كرامتها المهدرة عام 7691 علي ان تحصل اسرائيل في نهاية الحرب علي اتفاقية سلام حديدية وتفصل امريكا مصر من احضان الروس ليرتموا في احضان الامريكان وهو ما اثبت التاريخ صحته!!. لا أدري لماذا نشر هذا التقرير في هذا الوقت بالذات وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وهذا الهجوم الضاري علي جيش مصر البطل بعد ثورة 52 يناير وهل هي مصادفه ان التقرير الذي اعده المؤرخ الاسرائيلي كان حول معركة المزرعة الصينية التي كان احد ابطالها المشير حسين طنطاوي العقيد في حرب اكتوبر. لقد اعترف المؤرخ نفسه ان المعركة كانت من الشراسة أن تكبدت فيها اسرائيل خسائر فادحة واثبتت فشل القياده العسكرية الاسرائيلية في قيادة المعركة. والتاريخ يؤكد ان مصر عانت الكثيرمن الروس وبخلهم في تزويد الجيش المصري بالسلاح وهو ما دفع السادات الي طرد الخبراء الروس وحتي لا يقال ان مصر حاربت بهم وباعتراف كيسنجر وزير الخارجية الامريكي ان السادات لم يستفد من طرد الخبراء وان امريكا فوجئت بالحرب وبالخداع الذي نجح السادات في فرضه لسرية الحرب حتي كان العبور. تقول اسرائيل وابواقها ما تقول فالواقع والحقيقة لا يكذبان لقد اذهل الجندي المصري العالم كله بملحمة العبور في الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر 3791 وعبر جنودنا القناة في 6 ساعات بعد ان اقاموا الجسور عبر القناة لتعبر الدبابات وعند التاسعة مساء كان هناك 08 الف جندي يمثلون خمس فرق استولت علي نقاط العدو الحصينة وخاضوا اقوي معارك الدبابات وأشرسها وحققوا مفاجأة العدو وافقدوه توازنه وهرولت اسرائيل وقادتها الي امريكا تطلب النجدة وكاد موشي ديان وزير حربهم يلطم خديه وهو يري دباباته وجنوده وجيوشه تنهزم امام ضربات المصريين الابطال.. ما فرضه الواقع في الحرب من انتصار للجيش المصري لا يمكن ان تهزه رؤية شخصية كتبها موتور روسي ورددها مؤرخ من جيش العدو ولكن العيب ان تنشر مثل تلك الأقوال التي تخلق نوعا من البلبلة لدي الرأي العام خاصة الشباب الذين لم يعيشوا الحقيقة ولم يعاصروها لقد كان اكتوبر ملحمة انتصار لجيل أرجو ألا نظلمه.