د. محمود عطية المشاهد والمواقع الاباحية في ثقافتنا اظن انها المتعلقة فقط بظهور أي حتة من جسد المرأة والماسة من قريب أو بعيد العلاقات الحميمة بين الجنسين.. وأظن ان هذا ما كان يقصده النائب البرلماني الملتحي وهو يطالب بحجب تلك المواقع في أولي جلسات البرلمان.. وكأنها من أولويات الثورة.. وعموما ثقافة الحجب تلقي رواجا عند العامة ورقيقي الثقافة بدعوي انها كفيلة بإقامة مجتمع العدل والمساواة والصحيح نفسيا وبدنيا واجتماعيا..! ومع ذلك لا يوجد دليل عملي أو علمي واحد يؤكد ما تدعيه ثقافة الحجب.. علاوة علي عدم القدرة علي منعها مع التقدم التكنولوجي المحير والمفزع لمن لايتواءم معه.. وبالتأكيد لا يمكن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بمنطق الزجر والمنع أو القوالب الفكرية الجاهزة التي صنعت في عهود سابقة كانت وسيلة المواصلات الاسرع فيها الناقة..! ومع ذلك نستمع لهذا الرأي ولا نغضب منه.. ولكن من واجبنا ان نحزن عليه وعلي عدم مواكبته قانون الحياة في التغير والتطور الدائمين.. وما يحيرني ولا أجد له اجابة شافية.. لماذا الربط بين المشاهد والمواقع الاباحية وجسد المرأة فقط..؟! وكأن حياتنا خلت من المشاهد والمواقع الاباحية ولم يتبق عندنا سوي هاجس جسد المرأة.. مثلا لماذا لا تتسع مخيلتنا لنري ويري معنا السيد النائب الملتحي ان المشاهد والمواقع الاباحية تقتحم حياتنا بشكل مستفز ويومي وتكسر عظام الدولة ولا يثيرنا سوي جسد المرأة ..! وأحدث المشاهد الاباحية تجلت في توريط القضاء في مناورات سياسية كقضية التمويل الاجنبي ثم سفر الامريكان بطائرة امريكية حطت علي ارض مصر وتركت ابناءنا ملومين محسورين بلا صاحب يسأل عنهم ومشهد النائب الملتحي انور البلكيمي وهو يصر علي الكذب حتي وهو يبرئ نفسه فيقول:كنت تحت تأثير »البنج« حين تحدثت.. وطبيبه وهو يفشي سره امام شاشات الفضائيات أليس ذلك ايضا مشهداً اباحيا.. ويغيب عنا السبب الحقيقي لما فعله البلكيمي وطبيبه !!! وبعد ان أصبحت لغة العلم هي الانجليزية - شئنا أم ابينا - يطالب نائب ملتح اخر بالابتعاد عن الانجليزية لأنها تمثل غزوا فكريا ومشهد الرئيس المخلوع ورحلته المكوكية ما بين مشفاه ومقر محاكمته ومعاملته معاملة الفاتحين هو ومن معه وهم متهمون بجنايات قتل أليس ذلك مشهدا اباحيا.. ناهيك عن المشاهد الاباحية التي مرت بنا منذ ثورة يناير من تراخ متعمد في استرداد اموال مصر المنهوبة وقتل الشباب الثائر امام ماسبيرو وفي ميدان التحرير وفي شارع محمد محمود وتعرية بناتنا وكشف العذرية ومعاقبة المصريين بالالهاء في فزاعات نقص الامن والبنزين ومشاهد النساء والرجال العجائز في طوابير تستمر ساعات وساعات من اجل انبوبة بوتاجاز ولا ينزعج احد ولا يراها مشاهد اباحية. اما المواقع الاباحية فكثيرة في اوطاننا- والعياذ بالله- ولا تثير نوابنا الأفاضل أليست العشوائيات وساكنو القبور وما تصدره للمجتمع من اخلاقيات - لا نريد الخوض فيها - تجعلنا تنافس ابأس المواقع الاباحية في العالم.. ويقدر ساكنو العشوائيات والقبور بحوالي 25 مليون مصري أي حوالي ربع ساكني مصر..!! وتعليمنا الرخيص ومدارسنا الرثة بفصولها المكتظة بتلاميذها المساكين وحشرهم حشرا في مدارس القري والنجوع أليست تلك مواقع اباحية.. ومواصلاتنا العامة وتعليب الركاب بشكل غير آدمي وانظر حولك ايها النائب تجد كل انواع الشحاتة والتفنن في طرقها بوضع مكياجات متعددة لسبك الدور يستحق اصحابها جائزة "اوسكار" لهذا الفرع من الفن التسولي.. والباحثين عن الطعام في أكوام الزبالة.. والكافيهات"المقاهي" المكتظة بشباب العاطلين أليست مواقع اباحية..! يا ايها المجلس الموقر أرجو ان تتسع مخيلتكم لمشاهدة المواقع الاباحية في مصرنا العزيزة بعيدا عن جسد المرأة والمحفورة في جسد الوطن.. وأعلم انها مشاهد تنوء برؤيتها العصبة أولي القوة..ومن لم يستطع غض البصر فلله الأمر من قبل ومن بعد.. والخبرة الانسانية تعلمنا ان الفضيلة لا تأتي بحجب الرذيلة..!