الحصر العددي للدائرة السادسة "ميت سلسيل والكردية والجمالية" في انتخابات النواب 2025 بالدقهلية    صيدلة عين شمس تنفذ تجربة إخلاء طارئة في خمس دقائق بنجاح    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك «ميدوزا - 14»    «خطوات التعامل مع العنف الأسري».. جهات رسمية تستقبل البلاغات على مدار الساعة    سعر الفراخ البلدى والبيضاء اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 فى المنيا    محافظ الإسماعيلية يهنئ رئيس هيئة قناة السويس بتوقيع اتفاقية الشراكة مع ميرسك    تراجع سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في بداية تعاملات اليوم    رئيس الوزراء ونظيره الجزائري يترأسان اجتماع اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة    كامل الوزير يجتمع مع 23 شركة لمصنعي الأتوبيسات لاستعراض القدرات المحلية لتوطين صناعة المركبات    تحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء.. انطلاق المؤتمر الوطني "إصلاح وتمكين الإدارة المحلية: الدروس المستفادة من برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    تسليم 17 مركزًا تكنولوجيًا متنقلًا جديدًا إلى النيابة العامة    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في جنوب تايلاند إلى 33 قتيلا    وزير الخارجية من لبنان: المنطقة على شفا التصعيد.. ونتواصل مع جميع الأطراف دون استثناء    بركان كيلاويا في هاواي يطلق حمما بركانية للمرة ال37 منذ بدء ثورانه العام الماضي    على طريقة الأهلي والزمالك.. حارس تشيلسي يستفز يامال بعد الفوز التاريخي    موعد مباراة إنتر ميلان وأتلتيكو مدريد بدوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    بعثة الزمالك تصل إلى جنوب إفريقيا لمواجهة كايزر تشيفز    موعد مباراة باريس سان جيرمان وتوتنهام بدوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة    محمود فتح الله: تصريحات حسام حسن الأصعب تاريخيًا.. وكان يمكنه تجنبها    ضبط مدير شركة إنتاج فني تعمل دون ترخيص بالأهرام    التحقيق مع 8 عناصر جنائية حاولوا غسل 1.6 مليار جنيه حصيلة تجارة مخدرات    تحرير 814 مخالفة مرورية لعدم تركيب الملصق الإلكتروني    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة والعظمى 23 درجة مئوية    «خشية العار».. السجن 3 سنوات للمتهمين بالتخلص من رضيعة في قنا    مثقفون وأدباء ينعون الناقد والدكتور الراحل محمد عبد المطلب    انطلاق الدورة العاشرة لمهرجان المسرح بشرم الشيخ    رضا البحراوي يكشف حقيقة وفاة والدته    أبرزهم أحمد مكي.. نجوم شرف «كارثة طبيعية» يتصدرون التريند    «الحكومة»: تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في 6 محافظات جديدة    منشور وقائي عن الأمراض التنفسية يثير الجدل على السوشيال ميديا.. و«التعليم» توضح    وزير الصحة يزور مستشفى «أنقرة جازيلر» المتخصصة في تأهيل إصابات الحبل الشوكي    مدبولي: الدولة نجحت في تنفيذ التأمين الصحي الشامل ب6 محافظات بتكلفة 53 مليار جنيه    حكايات الغياب والمقاومة فى «القاهرة السينمائى»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    الري: نجاح حاجز التوجيه في حماية قريه عرب صالح من أخطار السيول    إنصاف رئاسى لإرادة الشعب    السيسى يحقق حلم عبدالناصر    موعد امتحان نصف العام لصفوف النقل وضوابط وضع الأسئلة    تحسين مستوى المعيشة    اتحاد السلة يعتمد فوز الأهلي بدوري المرتبط بعد انسحاب الاتحاد ويعاقب الناديين    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن تبحثان دعم جهود الهلال الأحمر المصري    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بالغربية تعلن الحصر العددي لأصوات الناخبين    مقتل مطلوبين اثنين من حملة الفكر التكفيري في عملية أمنية بالأردن    بعد نجاح "دولة التلاوة".. دعوة لإطلاق جمهورية المؤذنين    31 دولارا للأوقية.. ارتفاع أسعار الذهب في البورصة العالمية    دار الإفتاء تؤكد حرمة ضرب الزوجة وتحث على الرحمة والمودة    مادورو: سندافع عن فنزويلا ضد أي تهديد والنصر سيكون حليفنا    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يكرم محافظ جنوب سيناء    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    ترامب: «خطة ال28» للسلام في أوكرانيا «مجرد خريطة»    ريهام عبد الحكيم تتألق في «صدى الأهرامات» بأغنية «بتسأل يا حبيبي» لعمار الشريعي    تقدم مرشح حزب النور ومستقبل وطن.. المؤشرات الأولية للدائرة الأولى بكفر الشيخ    دعاء جوف الليل| اللهم يا شافي القلوب والأبدان أنزل شفاءك على كل مريض    البرهان يكتب ل"وول ستريت جورنال": حقيقة الحرب في السودان    الأمن يفحص منشور بتحرش سائق بطفلة بمدرسة خاصة في التجمع    بروسيا دورتمنود يمطر شباك فياريال برباعية نظيفة    بوروسيا دورتموند يفترس فياريال برباعية في دوري أبطال أوروبا    محمد صبحي عن مرضه: التشخيص كشف عن وجود فيروس في المخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عبدالله الأشعل المرشح المحتمل للرئاسة في حوار مع »الأخبار«:
صورة الرئيس الجديد لن تعلق في الشوارع
نشر في الأخبار يوم 07 - 03 - 2012

هو أستاذ القانون الدولي والمفكر الاسلامي ومساعد وزير الخارجية الأسبق والذي عمل سفيرا لمصر في عدة دول، وحاصل علي أكثر من دكتوراه في العلوم السياسية والقانون الدولي هو المستشار القانوني السابق لدي منظمة المؤتمر الاسلامي، خبير استراتيجي في القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي.
انه دكتور عبد الله الاشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الذي اختلف مع النظام السابق قبل سقوطه، وقدم استقالته من وزارة الخارجية لرفضه تفشي الفساد.
حاورته الأخبار واقتربت منه حتي يبوح لها بأسرار وكواليس حقيقة ال 30 عاما من النظام السابق الفاسد ورؤيته حول المرحلة الانتقالية، وبقاء المجلس العسكري، وما الدافع لترشحه للرئاسة، والحكومة الحالية، والأزمة السورية، والدور الأمريكي في المنطقة، و تعليقه حول توقف عملية الشراكة الأوروبية المتوسطية. أكد دكتور الاشعل في هذا الحوار علي أن مصر علي أعتاب القرن المصري الذي يكتبه الدستور الجديد ويعلن عن بدء بالجمهورية الثانية.
رشحت نفسي
لماذا قررت الترشح للرئاسة ؟
لقد رشحت نفسي لاني لست محتاجا إلي شو إعلامي ولا أنا باحث عن وظيفة فأنا قدمت استقالتي من وزارة الخارجية من قبل، وترشحت للرئاسة كي أفيد مصر بخبرتي فماذا تريد مصر ، تريد قرارا ذاتيا واستقلالا فالوطن المستقل يجعل أبناءه عندهم كرامة فمصر لها مواصفات متعلقة بالعلاقات الخارجية لمصر وأهمها أن الخارج دائما يطغي علي الداخل، فيكون الحاكم المصري إما قويا أو ضعيفا ويجند لحساب الخارج ولكي تحمي مصر داخليا من الخارج فيجب علي مصر أن ترد الهجمة الأمريكية عليها ، فأمريكا لا تألف مصر بهذه الصورة وهي مقاضاة مواطن أمريكي أمام القضاء المصري ، فأمريكا تقول " إننا نحن الرومان الجدد و المصريين هم العبيد الجدد " فيجب علي مصر ان تقوم فكل الدول العربية واضعة يدها علي رأس مصر ، فيجب أن تعرف أمريكا واسرائيل و كل الدول العربية أن القرن المصري قدبدأ »Egyptian century « وان مصر تتحرك علي الساحات المختلفة بقدراتها وإمكانياتها ، فمن الصعب علي المصريين أن يعيشوا في مجتمع مدني ولا يحترموا النظام المجتمعي العام والذي يسوده مجتمع الغابة فعار علي المصري أن يصل إلي هذه الحالة ، إن حوادث العنف والقتل التي تشهدها مصر جديدة عليها ، فأنا جزء من هذا الشعب (فعقل بلا حرية سجن... وحياة بلا عقل فوضي) ما أهم أولوياتك في حالة الفوز برئاسه الجمهورية
أهم شيء عندي هو تغيير ثقافة الشعب نحو مفهوم الرئيس فالرئيس ليس إلها ولكنه له كل التقدير والاحترام، فيجب ألا تعلق صور الرئيس في الشوارع والميادين، وكل شخص من حقه أن يقول ما يريد، لأن نظام مبارك أنتج شخصيات عبئا علي المجتمع المصري ، ففي مدركات الشعب المصري أن المواطن لا يعرف غير الرئيس، فإذا دخل أي مؤسسة يسأل عن الرئيس المسئول عن الادارة أو المؤسسة لأن المواطن المصري تعود علي القرار المركزي ، والموظف العادي لا يملك أخذ القرار ، ولفت انتباهي مرشح للرئاسة قال في برنامجه انه سوف يعمل علي استقلال المحافظات، أي أن تستقل كل محافظة بمواردها، ويكون لها ميزانية مستقلة وهذا يساعد علي تفكيك مصر ويتماشي مع مخطط التقسيم، وأنا قلت أيام الثورة انه يجب علي إسرائيل أن تنسي نظام مبارك الذي لن يتكرر حتي قيام الساعة وكانت عندها فرصة ذهبية أن تعيش في المنطقة بسلام و لكن فاتها القطار.
أسباب الخلاف
ما أسباب الخلاف بين شباب الثورة والمجلس العسكري وهل تؤيد بقاءه حتي نهاية المرحلة الانتقالية؟
لقد حمي الجيش الثورة ، ولم يحصل أي حاكم في العالم علي حب ورضا الشعب مثل ما حصل المجلس العسكري ، ولكن المجلس العسكري أضاع علي نفسه هذه الفرصة الذهبية ولم يضع نفسه في المكان اللائق به في مصر " فكل امرئ بما كسب رهين "
فلماذا عجز المجلس العسكري عن إدارة البلاد ولم يعد يقدر أن " يشيل الليلة " ، ولماذا لم يتركها لحاكم مدني ، لذلك يجب أن يعرف المجلس العسكري ثلاث حقائق:
الأولي: أن مبارك كان رئيس المجلس العسكري ، وقد اقتلعه الله اقتلاعا من ملكه وأودعه في مكان الذل و المهانة والإذلال " ومن يهن الله فما له من مقرن " فيجب علي الناس أن تعرف ماذا فعل الله بمصر ، وماذا فعل الله بمبارك ، فعند المجلس العسكري جدول فلماذا لم يعمل به ، ولماذا حدثت مجزرة بورسعيد ، والإجابة هي أن المجلس العسكري ارتكب اخطاِء استراتيجية ومن اجل ذلك فالشباب عندهم حق أن يعتقدوا أن المجلس العسكري هو السبب في كل شي، فيجب علي المجلس العسكري أن يعرف أن 98٪من مثقفي وعلماء الوطن العربي مصريون.
والثانية: يجب أن يعرف المجلس العسكري أن التاريخ لا يرحم و الحقيقة الثالثة: أن الشعب المصري هو الطرف الثالث في المعادلة، هذه حقائق يجب أن يعرفها المجلس العسكري فالتلاعب بالرئيس وعدم ترك السلطة وان يكون حاجزا بين الشعب والخارج، والدليل علي ذلك ان دور مصر الحالي في العلاقات الخارجية زيرو.
ما رأيك في أداء حكومة الجنزوري؟
هناك معايير للحكومة، فمثلا ماذا نريد من حكومة الجنزوري "الأمن" ان الأمن يزداد اضطرابا وفشل زيرو، و"الاقتصاد " ازداد سوءا فبماذا نجحت الوزارة فيكفي ما حدث ويحدث الآن في سيناء، وإهمالها فهناك اتفاقية أمنية بين مبارك وإسرائيل.
هل برلمان الثورة الحالي قادر علي اجتياز هذه المرحلة العصيبة من تاريخ مصر؟
تعتبر الانتخابات البرلمانية الأخيرة لحظة تاريخية في مصر وقد لا تحدث مرة أخري " إن البطولة أن تموت من الظمأ وليس البطولة أن تموت ممتلئ البطن" فالتجربة نجحت بكل المقاييس، والبرلمان مازال وليدا يحبو، فيجب ألا نحكم علي التجربة الوليدة، فقط نعطيه فرصة.
النفوس وليس النصوص
هل عدم الإقبال علي انتخابات مجلس الشوري هو مؤشر لإلغائه؟
تعتبر انتخابات مجلس الشوري الأخيرة استفتاء من الشعب علي إلغائه، وأكدت علي وعي الشعب المصري وإدراكه للحقيقة، فالشعب قال لا بطريقة جديدة وهي عدم الذهاب لصناديق الاقتراع وهذا أكبر دليل علي عدم أهميته.
هل تؤيد الحكومة الائتلافية ؟ أم حكومة تكنوقراط؟
أؤيد الحكومة المشكلة من جميع الطوائف وسوف تكون حكومة كفاءات،فالأكفأ هو الأفضل، وبغض النظر عن الإيديولوجية، فالمنصب العام ليس ملكا لأحد ولا تكية " فالمشكلة ليست في النصوص ولكن في النفوس" إن دستور 1971 هو من أفضل الدساتير المصرية، لقد رفعت دعوي ضد الوزراء النواب في مجلس الشعب، وكان النطق بالحكم في 22 فبراير 2011 وكتبت مذكرة ولكن قامت الثورة، ولم يصدر الحكم، إن المادة الأولي من الدستور تقول إن نظام الحكم ديمقراطي، فعندما جلس القاضي محمد احمد عطية علي منصة القضاء وجادل مفيد شهاب عندما قال إن تصدير البترول، من أعمال السيادة للدولة، رد عليه القاضي محمد عطية " آسف فالحكومة تقوم بوظيفتين وظيفة سيادية ووظيفة سياسية، وان تصدير الغاز لإسرائيل عن طريق الحكومة يعتبر مخالفة للمادة 23 من الدستور، لأنه من اختصاص مجلس الشعب، فهو الذي لا وبعد ذلك تتعاقد الحكومة، ولكن حسني مبارك كان مخصص حرامية يقرروا مصير الشعب.
في حالة فوزك في الانتخابات هل ستعين نائبا؟
سوف أعين أربعة نواب أكفاء، فمشكلات مصر كثيرة وكبيرة ومصر دولة كبيرة، ومن ضمنهم نائب قبطي وآخر يهتم بشئون المهمشين والمناطق البعيدة مثل سيناء والنوبة، والواحات ومنطقة الصحراء الغربية فيجب الاهتمام بهذه المناطق ومواطنيها.
الملف الامني
ما تقييمك للملف الأمني، وخاصة وزارة الداخلية والتي هي طرف رئيسي في كل الأحداث، وبعد أحداث مباراة بورسعيد ومقتل أكثر من 70 شهيدا من التراس الاهلي ؟
أولا لم تتقدم مصر إلا بالأمن فأصبح عندنا مجلسا شعب وشوري وبعد شهور قليلة سوف يصبح عندنا رئيس دولة ودستور ورغم ذلك لا يوجد أمن لذلك سوف يلعن المواطن الحكومة، فوزارة الداخلية في عهد مبارك بنيت علي أساس أن تقوم بوظيفة واحدة وهي قمع الشعب المصري، حتي إفقاره وإذلاله والتعذيب وأصبح لنا سمعة عالمية في تأجير خدمات التعذيب وفقا لاتفاقيات التعاون الامني بين اسرائيل ومصر،فالبلطجة في مصر نوعان الأولي ربتها الشرطة وتعطيهم مرتبات وتستخدمهم،وهم عتاة إجرام، أما المجموعة الثانية فلم يجدوا حكومة ولا دولة، واستخفوا بالشرطة والدليل علي ذلك أن هناك عشرات الحلول والأفكار التي قدمت من فئات مختلفة من الشعب لإعادة هيكلة الوزارة، ولكن ليست هناك إرادة سياسية، فرجال مبارك مازالوا موجودين في جميع القطاعات فألاهم هو تنظيف البلد من بقايا النظام عن طريق تنظيف رجاله
أثارت منظمات المجتمع المدني في مصر جدلا شديدا علي الرغم من إنها سواء أمريكية وتعمل منذ عام 2004 أو ألمانية و تعمل منذ الثمانينات، فلماذا هذا الجدل الآن، وما صحة تغلغلها في الحياة السياسية المصرية؟!
المنظمات الألمانية منظمات محترمة وتعمل في مصر منذ عشرات السنين فكيف لم يحصل علي ترخيص؟ وأين كانت الدولة ؟ ولماذا الآن؟ إن قضية المنظمات سببها أن القانون لم يطبق ولم تحترمه الحكومة المصرية فبعض المنظمات وجدت مصر مفتوحة وما لهاش صاحب، فكان الأفضل تهدئة الموضوع من الناحية الأمنية، ثم البحث عن رقابة الدولة علي هذه المنظمات، وبعد ذلك ندين تلك المنظمات فبعض هذه المنظمات كانت تقدم الدعم لممارسة الديمقراطية عن طريق عمل ندوات ومحاضرات وتدريب، ولكن المنظمات الأمريكية كانت تأخذ بعض الناس للخارج وتقوم بتدريبهم حتي تجعلهم جواسيس، والسؤال الأهم لماذا تم فتح هذا الملف الآن، وأنا أري أن العلاقة بين مصر وأمريكا سوف تعاد صياغتها مرة أخري، وملف المنظمات هو ملف كبير وليست المنظمات إلا قشرة فيه.
المعونة الأمريكية
منذ عام 1979 ومصر أسيرة المعونة الأمريكية ؟
مبدئيا لن تستطيع الولايات المتحدة أن توقف المعونة الأمريكية لان إسرائيل من مصلحتها أن تظل المعونة، حتي تظل معاهدة السلام سارية، فهناك 8 نصوص نتعامل بها في اتفاقية السلام ليست فيها اي ميزة لإسرائيل، فمثلا ليس هناك معاهدة تعطي مصر ألحق في أن تصطف وراء إسرائيل، وإذا فزت في الانتخابات سوف الغي المعونة الأمريكية وان شاءا لله مصر هي التي سوف تعطي المعونة لأمريكا،لقد كنت المستشار القانوني لوزارة الخارجية، فالمعاهدة ليس بها اي شيء سوي إنهاء حالة الحرب بين مصر وإسرائيل، والاعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية مع مصر، وتسوية النزاع بين مصر وإسرائيل بالطرق السلمية، وتشمل أيضا الترتيبات الأمنية بين مصر وإسرائيل علي الحدود وهي الإبقاء علي 200 كيلو بين الحدود، وأيضا يوجد بند في المعاهدة ينص علي مراجعة هذا النص كل خمس سنوات، ورأيي ألا تلغي المعاهدة فنحن لا نريد حربا مع إسرائيل، وإذا عمرنا سيناء سنكون نجحنا في ثورتنا، فنحن نعمر ولا نخرب، فالمعونة الأمريكية عادة لها مقابل سياسي، وهي ليست مفيدة للاقتصاد المصري، ومن مصلحة مصر أن توقف هذه المعونة، فالمفروض لكي نوافق علي المعاهدة أن نأخذ معونة، ولكن كان الهدف الانحناء أمام أمريكا وتوقيع اتفاقية عدم الاعتداء في كلا الطرفين ، ولكن هذا لا يعني ألا نقول رأينا علي الساحة الخارجية، ويجب علينا إعادة صياغة العلاقة بين مصر وأمريكا وإسرائيل، لان أمريكا لن تسمح لهذا العملاق أن يخرج من القمقم.
كيف يمكن إصلاح الوضع الاقتصادي في مصر ووضعها علي الطريق الصحيح؟
إن السبب الرئيسي لتدهور الاقتصاد المصري هو عدم وجود شفافية، وعدم وضع الحقائق أمام الشعب المصري، فمصر دولة غنية بالموارد الطبيعية، فإذا أحسنا استخدامها مع التكافل الاجتماعي الجيد، سوف تصبح مصر دولة عظيمة.
تراجع دور مصر الخارجي، وحلت محله بعض الدول فما تعليقك؟
بل دعيني أقل إن مصر أصبح لم يعد لها دور أصلا، بل انتهي دورها، فمصر المقرر لها أن تكون دولة، خانعة تقوم بأدوار مساندة للآخرين، لقد آن الأوان ان يرفع الأذان وتضاء مآذن مصر ومساجدها، وأن تضاء وتدق أجراس الكنائس، ونقول أن مصر حية لا تموت، ونحيي قطار الشرق الذي يبدأ من مصر مارا بفلسطين وسوريا والحجاز حتي يصل مشارف إيران وتركيا والمغرب العربي.
النظم العربية
الأزمة السورية أخذت منحي دوليا بعد الفيتو الفيتو الروسي .. الصيني ضد قرارات مجلس الأمن، في رأيك هل الجامعة العربية أدت دورها كما يجب؟
إن سوريا كانت مستقرة اقتصاديا وسياسيا، فهي عندها اكتفاء ذاتي من القمح وتصدر الفائض، ولم تقترض من الخارج، وعندها استقرار أسعار، ولكن كثرت المؤامرات علي سوريا من كل المنطقة، لأسباب كثيرة، وأصبحت مسرحا للصراعات الإقليمية، لأسباب عدة أهمها أن سوريا تعارض ضرب كل من المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وإيران، وهناك معسكر آخر هو معسكر عملاء أمريكا ودول الخليج، فهناك صراع بين دول الخليج وإيران، والثاني صراع بين أمريكا وإسرائيل، وبين المقاومة الفلسطينية، والصراع الثالث بين الصين وروسيا وبين أمريكا وساحتهم مجلس الأمن، والصراع الرابع بين حزب الله وأمريكا وإسرائيل، فهناك 6 ملفات تعمل علي الأرض السورية، ومشكلة نظام بشار الأسد انه مثل كل النظم العربية وهي" احتماء النظام بالوطن" وانه دخل السلطة وهو طبيب مقيم بالخارج وصفحته بيضاء بعيد عن المطبخ السياسي، ولكن كل هذا لم يعطه الشرعية، لان شرعيته مستمدة من الشارع السوري، وكان عليه محاربة الفساد في الجيش وفي كل مؤسسات الدولة، بالإضافة إلي المعالجة الأمنية في سوريا، فهناك مصالح لسوريا وحزب الله، لذلك الوضع أصبح أشد تعقيدا، والنظام أصبح أشد طلبا للسلطة، إذا فهي محنة سوريا وليست أزمة، فأصبحت مسألة حياة أو موت، والمشكلة اكبر من الدم الذي يراق، بل المشكلة مشكلة النظام السوري الذي ربط بين الدماء التي تسيل وبين المؤامرة التي تستخدم ضده، مما دفعه إلي ضرب منازل المواطنين بالدبابات لاعتقاده انه توجد عناصر مختبئة فيها من المتآمرين،
النظام سينهار
للأسف سوف تسيل دماء سورية كثيرة، والنظام السوري سيبقي وسوف يقضي علي هذه المؤامرات، ولم يعترف هذا النظام بأن السوريين الذين قتلوا شهداء، ولكن في النهاية سوف يتآكل وينهار، ولكن قبله سوف يسقط الوطن، لذلك يجب أن تتدخل الدول لوقف نزيف الدم السوري، أما الجامعة العربية فلا تريد الحل فهي ودول الخليج كانت اكبر مشكلة عندهم هي العراق، أما اليوم فالمشكلة أصبحت إيران وسوريا، والدليل علي ذلك هو ما الذي جعل صوت السعودية وقطر يعلو عندما استخدم في مجلس الأمن الفيتو المزدوج من روسيا والصين وطلبت السعودية عقد جلسة أخري رغم إنها لم تفعل ذلك أثناء أزمة اليمن وليبيا، فلننظر للمشهد من بعيد علي المنطقة العربية، ونري كيف تمت عملية اغتيال الحريري التي كشفت عن أداة من أدوات الصهيونية، ولماذا تم تقسيم السودان ورفع العلم الاسرائيلي بجانب علم جنوب السودان، ولماذا تم الحكم علي البشير في المحكمة الدولية، لقد انتقل الصراع العربي الاسرائيلي إلي السودان، وسوريا وإيران، لذلك علي الدول العربية أن تفصل النظام عن الوطن، فالوطن دائم والنظام متغير، والوطن مقدس والنظام يحاسب.
علي الصعيد الدولي إذا تدخلت أمريكا عسكريا في الشأن السوري، هل هذا يؤدي إلي نشوب حرب في المنطقة، وتصبح إيران طرفا فيها؟
أمريكا لا تستطيع أن تتدخل عسكريا فهناك حسابات فلن تصمت روسيا وإيران.
هل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ودول شمال البحر المتوسط توقفت "عملية برشلونة" وماذا عن الاتحاد من اجل المتوسط؟
لقد جاء الاتحاد من اجل المتوسط لسببين الأول نسف عملية برشلونة ، والثاني لانضمام اسرائيل للمجموعة الشرق أوسطية مما دفع ليبيا إلي الانسحاب منه، وكان الهدف منه أيضا إخراج فرنسا من الشراكة الاورومتوسطية وفي مصر المستفيد من هذه الشراكة بعض رجال الاقتصاد، الذين يأكلون علي جميع الموائد، لقد انتهي فعلا دور الشراكة الاورومتوسطية
هذه الأيام يتم تشكيل اللجنة الدستورية لصياغة الدستور هل ستوافق عليها؟
الدستور الجديد هو الذي سيعلن الجمهورية الثانية لمصر، سوف يتم انتخاب اللجنة التأسيسية لتشكيل الدستور، فنحن دخلنا في دوامة القوانين الدستورية ويجب أن نكملها، وسوف تختار اللجنة وفقا لمعايير معينة، وتمثل كل أطياف الشعب، دون أي توجه أو إيديولوجيات، وسيكون التمثيل وفقا لنسب الأعضاء في المجلس بنسبة 40٪، وفقا لتوزيع الأغلبية والأقلية في مجلس الشعب،
محاكمة هزلية
محاكمة مبارك ورجاله أصبحت عبرة للتاريخ، فلم يشهد التاريخ الماضي والحاضر محاكمة رئيس ونظامه بالكامل، هل أنت راض عن هذه المحاكمة؟
يحاكم مبارك محاكمة هزلية لا تتناسب مع الجرائم البشعة التي ارتكبها، بل هي استفزاز لمشاعر الناس، فكان هناك مدخلان لئيمان لإنهاء هذه المحاكمة .. المدخل الأول: وهو قرار الإحالة للنيابة والذي كان ضعيفا وقدم جريمة واحدة وهي قضية التربح. أما المدخل الثاني فهو منهج المحاكمة والذي كان يجب أن يتم وفقا للقانون الجنائي المصري وليس النظام القانوني المصري والذي له شقان: الشق الأول وهو قوانين أجازها البرلمان وهي قوانين وطنية داخلية، والشق الثاني : المعاهدات التي مصر طرف فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.