دعا الشيخ محمد على الجوزو مفتى جبل لبنان جميع المسلمين إلى الجهاد بالمال والنفس للقضاء على نظام بشار الأسد وإسقاط آلة القتل التى ارتكبت ومازالت ترتكب مذابح مروعة لا يقبلها الضمير الإنسانى بينما المجتمع الدولى يقف متفرجا. وأكد فى حوار مع «روزاليوسف» عبر الهاتف من بيروت أن انهيار الأسد سوف يأتى من الداخل وطالب بدعم الجيش السورى الحر والدفع بالشباب السورى الحر لمواجهة هذا النظام موضحا أن الحرب الحالية هى حرب إيرانية فارسية الهدف منها الحفاظ على قوة إيران فى المنطقة لأن سوريا هى بوابة إيران للقضاء على القومية العربية وحذر مصر من محاولات التسلل الشيعى من قبل إيران وحزب الله من خلال بعض الطرق الصوفية التى ساعدتهم على ذلك وهذا هو نص الحوار. ■ فى البداية صف لنا رؤيتك للمشهد السورى الآن؟ الذى يحدث فى سوريا الآن هو محاولة ايرانية فارسية للحفاظ على قواعدها العسكرية فى سوريا والتى تمتد إلى لبنان لأن سوريا هى القاعدة الأمامية لإيران فى الدول العربية وللأسف الشديد يتم استخدام حزب الله فى هذا الغرض فمثلاً رأينا تدخلاً إيرانياً عن طريق حزب الله لتهديد الأمن القومى المصرى وكذلك الحال فى السعودية والبحرين والكويت كل تلك المشاكل وراءها إيران فالمشكلة ليست سوريا فقط بل إيران ومحاولات سيطرتها على الدول العربية عن طريق سوريا أيضا، للأسف الرئيس السورى بشار الأسد أخطأ فى حق سوريا كما أخطأ فى حق لبنان بعد أن ورث عن والده العرش ظلما وعدوانا رغما عن الشعب السورى وكانت سياستهم الاغتيالات والتصفية للحفاظ على بقائهم والدليل على ذلك أن المحكمة الجنائية الدولية وجهت الاتهامات إلى الرئيس السورى وإلى أربعة من أعضاء حزب الله فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى ولكن الأسد يتبجح ويتعامل بكبرياء مع الأزمة السورية وبعد قيام الثورة السورية ضد هذا الحاكم الظالم والمستبد المجنون المصاب بجنون العظمة الذى استولى على الحكم بعد والده عن طريق سياسة الاغتيالات وهو الآن يذبح الشعب السورى دون خوف أو رحمة ويعتدى على النساء والشباب والأطفال وحول سوريا إلى مذبحة خاصة مدن حمص ودرعا ودير الزور وحماة وجعل القضية السورية قضية طائفية حيث قام بتسليط طوائف دينية على طوائف أخرى فى حربه مع الشعب السورى الأعزل. ■ إذن من وجهة نظرك كيف ترى مواجهة هذا النظام؟ لقد أطلقت صرخة وحملة لمواجهة تلك الهجمة الإيرانية الفارسية الشرسة عن طريق الجهاد بالمال والنفس وأدعو جميع المسلمين للجهاد ضد هذا النظام المستبد وهذا من واجبنا ضد النظام الإيرانى الذى يحاول إدخال المذهب الشيعى عن طريق بعض الطرق الصوفية فى مصر وهم فى غفلة إضافة إلى محاولة إدخاله عن طريق حزب الله. ■ وما سبب محاولة إيران السيطرة على الطرق الصوفية؟ للأسف يقومون بدعوتهم وإغرائهم بالمساعدات المالية من أجل نشر الفكر الشيعى داخل مصر لتحويل مصر إلى بلد طائفى ونشر فكرة الحروب الأهلية كما يحدث الآن فى العراق وما تشهده من حروب بين دويلات طائفية يغرقون فيها البلاد بالدماء لذلك أعاتب بعض الطرق الصوفية وأدعوها إلى اليقظة لتلك المحاولات الفارسية لنشر هذا الفكر حيث تقوم إيران باستغلال حب الصوفية لأهل البيت ونحن جميعا نحب أهل بيت رسول الله ويجب علينا أن نعامل من يتعاون معهم على أنه عميل لدولة أجنبية وأقصد بها إيران والتى تستغل هذا الموضوع استغلالا سياسيا فمن يتشيع هو عميل رسمى لإيران وتجب محاكمته وأحذر السلطات المصرية من ذلك حتى لا نهدد استقرار قلب الأمة العربية فنحن لدينا الأزهر الشريف ويجب علينا أن نعتمد عليه فهو مصدر التشريع الإسلامى فى العالم وعقيدتتنا مرتبطة بالأزهر ولن نسمح لإيران أن تعلمنا ديننا ولدينا أسماء من المشايخ الذين تمولهم إيران. ■ إذا عدنا إلى الملف السورى يوميا نسمع قتلى والمجتمع الدولى صامت كيف ترى الحل لذلك؟ هذا النظام المستبد يستخدم القوة فى قمع شعبه إذن لا ينفع سوى استعمال القوة لصده فهو يرى أن إيران تسانده لذلك لغة الحوار لن تجدى معه فعقله مات ويستقوى بإيران ومن المفارقات أن الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على الطائرات الإسرائيلية التى تخترق مجاله الجوى أو القوات التى تحتل الجولان منذ عشرات السنين ولم يحصل على شبر واحد من الجولان ونجده الآن يستخدم الدبابات والطائرات لقتل أبناء شعبه فبشار إنسان جبان وضعيف. ■ كيف ترى الموقف اللبنانى حيال الأزمة السورية؟ نجيب ميقاتى رئيس الوزراء حاليا يدير مرحلة ضبابية وذلك بعد أن استولى حزب الله على الحكم بانقلاب سياسى عن طريق الخداع والغش فالحكومة الآن أصبحت حكومة حزب الله بعد تعاون ميشال عون معهم ولكن ميقاتى يحاول الحفاظ على الإطار العام للدولة فهو ليس تابعا لحزب الله وقام بتمويل المحكمة الجنائية فى قضية الحريرى وهذا موقف يحسب له. ■ وما رأيك فى دور الجامعة العربية ومحاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ السوريون يأسوا من الجامعة العربية ودورها الفاشل وهم أيضًا لا يريدون التدخل الأجنبى ولكن فى ظل استمرار بشار الأسد فى ارتكاب جرائمه سوف تتحول سوريا إلى مرحلة الحروب الأهلية ولذلك يجب على المجتمع الدولى أن يدعم الجيش السورى الحر بالسلاح والمال من أجل تجنيد الشباب السورى لأنهم مدربون نظرا لقضائهم فترة التدريب العسكرى فى الجيش لذلك يجب أن نسير فى هذا الاتجاه لمواجهة الرئيس الأسد الذى تحول إلى وحش ينهش جسد شعبه ولذلك الحل فى الأزمة سوف يكون من الداخل ومواجهتهم هذا النظام فى ظل تخاذل المجتمع الدولى. ■ إذن كيف تفسر الاشتباكات التى شهدتها لبنان بين أهل السنة والعلويين مؤخرًا؟ هؤلاء العلويون هم مرتزقة ويحاولون توجيه الأنظار إليهم بأنهم مع سوريا ويدعمونهم وكانوا هؤلاء هم أيضًا وراء الاشتباكات التى وقعت فى طرابلس بدعم من النظام السورى. ■ وكيف تقيم الموقف السعودى وخاصة بعد سحب مراقبيها من دمشق واعتراضها على ما يحدث؟ موقف خادم الحرمين الشريفين مشرف وجاد وكنت معه حينما أطلق تصريحات ينتقد فيها موقف الأممالمتحدة وتخاذلها واهتزاز صورتها أمام المجتمع الدولى وندد بما يحدث بسبب حق «الفيتو» الذى يجب أن يستخدم فى مواجهة الظلم والاستبداد وانتقد الموقف الروسى حيال ذلك فيجب أن يستخدم هذا الفيتو لمواجهة الظلم وليس كما تفعل أمريكا مع إسرئيل ضد الفلسطينيين فهنا أصبح الموقف مشابها مثلما يستخدم مع إسرائيل فهو الآن يستخدم مع سوريا ضد شعبه لذلك موقف خادم الحرمين جيد تجاه الأزمة السورية. ■ هل من الممكن أن تستخدم سوريا حزب الله فى حربها داخل الأراضى اللبنانية؟ سوريا لا تقوى على مد حربها داخل الأراضى اللبنانية ولذلك نجد أن هناك شيعة لبنانيين يرفضون الخوض فى هذه المعركة ويرفضون أن يزج باسمهم فى حرب بشار الأسد ضد شعبه الأعزل. ■ إذا انتقلنا إلى الأوضاع داخل مصر كيف ترى الصورة الآن؟ فى البداية يجب أن أحيى الشعب المصرى على خروجه لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لأول مرة فى تاريخه وحتى تلك النقطة الشعب المصرى حصل على درجة امتياز أما الأصوات الشاذة التى تدعو إلى إسقاط العسكر أقول لهم عيب فالعسكر هم الذين حموا الثورة ويجب أن يكون لديهم وفاء ووطنية وأخلاق ويجب ألا يتطاولوا على مجلس عسكرى وطنى فالجيش المصرى جيش وطنى ولا يصح لأى أحد أن يهز هذا الكيان المقدس لأنه لا يحاول أن يدخل فى السياسة بل يحافظ على الثورة على الرغم من ارتكابه بعض الأخطاء إلى أن يتم إجراء انتخابات رئاسية منتخبة فميدان التحرير اشتكى من هؤلاء الصبية الذين يحاولون أن يلعبوا بأمن مصر القومى واقتصادها وصورتها الخارجية ولو أقدم الجيش على اعتقال عدد من رؤساء تلك الحركات المتمردة من حقه أن يفعل ذلك لأن أمن مصر أولاً وأخيرًا وضاق من تلك الحركات فهناك مستفيدون من تلك الأحداث وإلا فمن المستفيد من إسقاط الشرطة لا يصح أن نسقط هيبة الدولة من لعب العيال هذا ويعاب على المجلس العسكرى أنه دلعهم ودللهم لأن الشرطة المصرية خط أحمر وكذلك الإعلام أيضًا مشارك فى ذلك وتلك فوضى وليست ديمقراطية من خلال تسليط الضوء على مجموعات صغيرة الحجم وأصبح لدينا الملايين يعملون فى السياسة حتى الطفل الصغير. ■ ماذا تتمنى لمصر فى المرحلة المقبلة؟ أنا مصرى الهوى وأتمنى أن تصبح مصر قوية وأن تقف بقوة ضد ما يحدث لأن قوة مصر تنعكس على قوة ومكانة الدول العربية وأن ما يحدث الآن هو لعب بمصير مصر خلال تلك المرحلة الانتقالية.