يبدو مما أعلنه رئيس مجلس الشوري الجديد فيما يتعلق بتغيير ثمانية واربعين رئيس تحرير صحيفة قومية انه يحتمل عدة تفسيرات، فإذا اخذناه محمل الجد نقول انه خطوة واسعة من حركة الاخوان المسلمين في السيطرة علي الدولة وقضمها جزءا جزءا. انهم أصحاب مشروع كامل، وتميزت حركتهم بالذكاء والدهاء قبل وصولهم إلي مواقع المسئولية. واتسمت حركتهم بالحذر حتي أنهم حتي هذه اللحظة لم يسموا مرشحا للرئاسة ولم يدعموا شخصا بعينه، ومع ذلك يعلن رئيس مجلس الشوري المنتمي إلي الجماعة عن نيته في اجراء هذا التغيير الضخم، المهول الذي لم يجرؤ علي مثيله سياسي داهية مثل صفوت الشريف الذي كان يدرس ويتقصي ويناور قبل أن يرفع اسم صحفي واحد مقترح كرئيس للتحرير، اذن.. أهي رغبة الاخوان في السيطرة علي الاعلام المقروء، المؤسسات الإعلامية أهم من الرئاسة، وما شجعهم علي ذلك ايضا نجاح النقيب في الدورة السابقة المنتمي إليهم والذي اختفي رغم حضوره بسبب ادائه الباهت، كان منصب النقيب مهيبا، جليلا، اين حافظ محمود، أحمد بهاء الدين، كامل زهيري، محمود عزمي، جلال عارف؟ من زاوية الجد رئيس الشوري الاخواني يريد السيطرة علي الاعلام كجزء من مشروع الاخوان الاستيلاء علي الدولة، اما إذا اتبعنا المنهج النفسي فالرجل وجد نفسه فجأة رئيسا لمجلس يمتلك المؤسسات الصحفية القومية كلها ومنها قلاع راسخة مثل الأهرام ودار أخبار اليوم ودار الهلال العريقة، من يصدق؟ من هنا بدأ يؤكد لنفسه انه المالك لهذا كله وبالطبع لابد من اجراء يؤكد به لنفسه الاحقية في الملكية. مع ان تبعية المؤسسات لمجلس الشوري بدعة أوجدها النظام السابق للسيطرة علي المؤسسات، وكان المفروض اعادة النظر في شكل الملكية، ما علاقة الشوري بالصحف، وماذا يعرف رئيسه واعضاؤه عن الصحافة والصحفيين، وعلاقة الصيدلي بالصحافة، بل ما علاقته بالشوري؟ إلا إذا كان مجلس شوري الجماعة، لم يتغير شيء، بل إن الشخصيات أشد هزلا، انني أحيي الزملاء الذين سيتظاهرون أمام النقابة يوم الاحد، واقترح منع أي رئيس تحرير يعينه رئيس مجلس شوري الجماعة من دخول أي مؤسسة فلم يعد الصحفيون ينتظرون لتنزل عليهم القرارات ليلا، آن الاوان لتكون مقاليد الصحفيين بأيديهم وليس لكل من هب ودب.