منذ أكثر من 50 عاما، كان الدكتور ثروت عكاشة وزيرا للثقافة (1958- 1691) ثم لفترة ثانية (1966-1968) لكننا جميعا حتي اليوم، لازلنا نعيش إنجازاته ومشاريعه، لم يستطع أحد من كل وزراء الثقافة بعده ، تحقيق الإنجازات التي قام بها، أو تحقيق أعمال ثقافية بنفس القدر أو امتلاك مشروع ثقافي متماسك واضح المعالم، وهو بإعتراف كل وزراء الثقافة بعده (أعظم وزير ثقافة مصري).. تولي د. ثروت عكاشة وزارة الثقافة، بعد ثورة يوليو 1952 وكان هو نفسه أحد الضباط الأحرار، قائدا في سلاح الفرسان، تلك الخلفية العسكرية، لم تفرض ظلالها علي الثقافة الا في انضباطها وصرامتها، لكن الخلفية الثورية أفسحت المجال لمشروع ثقافي نهضوي وتأسيسي، قام فيه ثروت عكاشه بهيكلة وزارة الثقافة، ووضع كل مصري علي خريطة الثقافة، وحرص علي نقل الخدمة الثقافية الي كل المحافظات، عبر قصور الثقافة، وقد حول بالفعل الكثير من القصور قبل الثورة الي مراكز ثقافية لخدمة الجمهور.. ولأن الدكتور عكاشة مثقف وفنان وصاحب مشروع، قبل أن يكون وزيرا للثقافة، فقد اهتم بإنشاء أكاديمية للفنون لتعرف مصر علي يديه، أول معهد للسينما، وأول معهد للبالية، وأول معهد للكونسرفتوار، ومعهدا للمسرح، وآخر للفنون الشعبية.. إنقاذ آثار النوبة، ومعبد فيله، وابو سمبل أحد أنجازات د. عكاشه الكبري، فقد استطاع إقناع العالم بالتعاون مع اليونسكو، بالمساهمة في إنقاذ الآثار المصرية بعد بناء السد العالي.. ثروت عكاشة ليس مجرد وزير للثقافة، لكنه مثقف صاحب مشروع، وكاتب صاحب ذائقة خاصة، مشغول بالفنون الرفيعة، فكانت موسوعاته الفنية( العين تسمع، والأذن تري) حول تاريخ الفن في مختلف الحضارات.