فاتن عبدالرازق أنت حر ما لم تضر.. كلمات بسيطة ولكنها رائعة المعني وقول مأثور تعلمناه للتأكيد علي ان حريتك يجب ان تنتهي مع بداية ضرر الآخرين وقد يكون هذا الضرر فعلا او قولا يؤذي الآخر نفسيا أو جسديا أو أدبيا.. والحرية كانت دائما احد الاهداف الاساسية التي سعي اليها الشعب المصري وحصل عليها خلال الاحداث الحافلة في تاريخه الطويل.. كما كانت الحرية في مقدمة مطالب الثورة المصرية يوم 25 يناير والتي نجح المصريون بالفعل في الحصول عليها عندما تمكنوا من كسر القيد الذي كبلهم به النظام القمعي الفاسد السابق لأكثر من 30 عاما. ولكن يبدو ان الكثيرين فهموا معني »الحرية« بأنه »الفوضي« فهم يتلفظون بما يحلو لهم من ألفاظ حتي لو كانت بذيئة.. ويقومون بتصرفات حتي لو كانت غير لائقة وهذا ما يحدث حاليا علي مستوي الشارع المصري الذي تحول الي أسواق عشوائية ونماذج صارخة للفوضي المرورية.. ناهيك عن المشاجرات بالأسلحة النارية والبيضاء التي تتسبب في حدوث قتلي ومصابين واتلاف للممتلكات وترويع للمواطنين.. اما ما يحدث في البرامج الحوارية بالفضائيات وفي بعض الندوات السياسية فهو نموذج آخر للفهم الخاطئ لحرية التعبير.. فهذه كلمات يعاقب عليها القانون.. وهذا تطاول علي رموز سياسية ودينية وخروج عن ابسط قواعد الادب والاحترام التي يجب ان تكون اساس التعامل. والسؤال الان.. هل هذه هي الحرية التي سعينا للحصول عليها.. واين ذهبت القيم والمبادئ وادب الحوار؟