علاء توفيق الإخوان المسلمون يعقدون مؤتمراً للحوار الوطني.. وأعتقد أنه يضم صفوة المفكرين.. وأعتقد أيضاً أنه آن أوان الاهتمام بالشباب.. ولست أنا الذي يذكر المفكرين بأهمية الشباب الواعي.. سواء وعياً دينياً أو سياسياً.. والأهم أن يكون متزناً أخلاقياً.. فالأحداث التي شاهدناها خلال الشهور الأخيرة تؤكد أن التدين السليم والأخلاق الراقية والوعي بالأبعاد السياسية تهذب جميعها فوران الشباب.. بل وتوظفه لصالح نفسه أولاً ولصالح الوطن ثانياً.. وأحسب أن تربية الأبناء وبناء الشباب يعد الآن فريضة غائبة. الحكام العرب والمسلمون سيما الأثرياء منهم يجلسون علي مقاعدهم متخمين بثروات بلادهم.. وهي في الأصل بلادنا جميعاً.. كما كانت مصر دوماً بلاد الجميع.. وأُذكر الحكام العرب أن المعلم المصري نور عقول أبنائهم.. والمهندس المصري خطط من أجلهم.. والطبيب المصري عالج مريضهم.. والعامل المصري خدم في بلاطهم.. ولا يوجد منحي من مناحي الحياة العربية إلا وللمصري بصمة عليها.. ولو عدنا بالذاكرة الي عقود أبعد نجد أن فضل مصر علي أشقائها أوفي.. إذ كانت تدعم بالمال من لا مال له.. وتحتضن من لا عزوة له.. حتي دخلت في الحروب من أجل القضايا العربية والإسلامية.. وهي في ذلك كله علي عقيدة أنها تؤدي دورها دون منة.. وهي في ذلك كله لا تنتظر شكراً ولا تطالب به.. وكان المتوقع من الحكام العرب المتخمين بثروات بلادهم أن يبادروا الي الشقيقة الكبري.. الي الشعب الذي قدم الكثير الي أشقائه العرب.. لكن المذهل والمحزن أنهم تركوا مصر تبحث عن الاستدانة.. وتحججوا بحجج واهية لكي لا تغضب منهم إسرائيل وأمريكا. قد صارت الشهامة فريضة غائبة.