حجم التوتر الذي نعيشه، وسخونة الأحداث التي نلاحقها، ربما كانت وراء حرصي الشديد علي متابعة برنامج للمسابقات الغنائية علي احدي الفضائيات، وبالتأكيد مستوي البرنامج، ومستوي المواهب الغنائية الشابة التي يقدمها، أيضا وراء هذا الشغف. والمواهب الشابة ليست وحدها تحت الضوء، لجنة التحكيم أيضا، حين يقيم الجمهور اداءها، كاشفا الفارق بين فنان وفنان وبين المبدع والمبدع.. الثقافة والوعي والحساسية والذكاء يضيء صوت الفنان، ويمد جسور المحبة بينه وبين الناس.. هذا ماظهر به الفنان (راغب علامة) في لجنة تحكيم برنامج (ارب ادول)، بدا راغب أكثر حساسية، وقدرة علي الدفع بالمواهب الفنية للأمام، والأخذ بيدهم ومنحهم الكثير من الثقة والاهتمام والخبرة، بدا أيضا شديد الحساسية لقضايا وطنه، كادت مشاعره تغلبه وهو يدافع عن الصوت المصري الشاب (يحيي) لحظة خروجه من المسابقة، وقف راغب منفعلا يريد إنقاذ الشاب بأية صورة، مؤكدا أنه يصدقه تماما، كانت مشاعره تنطق بمعان، ربما أكبر وأعمق كثيرا من مجرد مسابقة غنائية.. علي العكس بدت مطربة الإمارات (احلام) استفزازية، لم أصدق وهي تصرخ في وجه الشاب التونسي الصغير (حسن خرباش) لماذا تضحك هكذا وأنت فاشل..!! كان الشاب في لحظة توتر عالية، في انتظار إعلان نتيجة التصويت، وكان الموقف صعبا، وراح يداري توتره بالضحك.. بدت احلام جارحة، تفتقد الكثير من الحساسية.. الحكم الثالث هو الموزع الموسيقي المصري (حسن الشافعي) وقد حقق حضورا جميلا بثقافته الموسيقية، ورحابته الإنسانية، وحزمه وجديته. وسط هذا الخراب والدمار اليومي، تأتي مثل هذه البرامج لتعطينا بعض الأمل في طاقات هذه الأمة وابداعها.