كشفت صحيفة الجارديان البريطانية امس ان إسرائيل عرضت علي جنوب أفريقيا في عام 1975 خلال حقبة الفصل العنصري تزويدها برؤوس نووية. وأضافت الصحيفة أن الاتفاقات بين الدولتين المتعلقة بهذه القضية ظلت سرية حتي تم الكشف عنها مؤخرا بواسطة الباحث الأمريكي ساشا بولاكو سورانسكي. ووفقا للوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، فقد تم عقد اجتماع سري بين وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريس ونظيره الجنوب أفريقي بي دبليو بوثا انتهي إلي قيام إسرائيل بتقديم عرض إلي جنوب أفريقيا ببيع رؤوس "بثلاثة أحجام"، تتصل بأسلحة تقليدية وكيميائية وذرية. وقالت الصحيفة إن السلطات الإسرائيلية حاولت منع حكومة جنوب أفريقيا من الكشف عن هذه الوثائق لاسيما وأن الاتفاق لم يتم تنفيذه. وقالت الصحيفة نقلا عن الوثائق أن وزير المناجم الجنوب أفريقي، ستيفانوس بوتا، وصل إلي إسرائيل عام 1976 في مهمة سرية، وأدار مفاوضات حول مصير 500 طن يورانيوم سبق لجنوب أفريقيا أن سربتها لإسرائيل في 1975. وباستخدام هذه الكمية أفلحت إسرائيل في إنتاج بلوتونيوم يكفي لإنتاج 12 قنبلة نووية. وخلال الزيارة أبلغ رئيس الحكومة جنوب أفريقي انذاك الإسرائيليين موافقته علي بيع تل أبيب 100 طن أخري من اليورانيوم من نوع "الكعكة الصفراء "، والكافي لإنتاج قنبلتين نوويتين. ومقابل الموافقة حصلت جنوب أفريقيا علي 30 جراماً من التريتيوم، وهي مادة حيوية للتفجير النووي. وتقول الوثائق الجنوب افريقية التي حصل عليها سورانسكي ،وهو باحث يهودي من جنوب افريقيا وحاصل علي الجنسية الامريكية، وضمنه في كتاب جديد يثبت فيه امتلاك اسرائيل للسلاح النووي، انه في اعقاب ذلك ساد صمت في العلاقات بين البلدين قطعته مفاجئة لم تعرف بها إلا الولاياتالمتحدة، ففي صباح 22 سبتمبر عام 1979 التقط قمر تجسس أمريكي يدعي "فيلاه" وميضاً غامضاً مزدوجاً شعّ فوق المحيط الهندي وأضاء مساحة كبيرة من العتمة المخيمة علي المياه. لكن الولاياتالمتحدة التي صور قمرها كل شيء لم تكشف عن حقيقة الوميض لأحد، بل التزمت الصمت. وتضيف الوثائق ان وزير خارجية جنوب أفريقيا، عزيز فهد، كشف بعد 18 سنة عن سره في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حين قال: إن الوهج العملاق لم يكن سوي تجربة نووية، لكنه لم يكشف عمن قام بها. إلا أن سورانسكي قال في كتابه، استناداً إلي شهادة أحد كبار المسئولين في المشروع النووي الجنوب أفريقي، إن القنبلة التي عملت عليها جنوب أفريقيا لم تكن جاهزة علي الإطلاق في ذلك العام، ولا في الأعوام التي تلته، وان ذلك الوميض الذي أضاء ليل المحيط الهندي كان تجربة نووية قامت بها إسرائيل. وعلي الفور سارعت اسرائيل الي نفي تقرير الجارديان، وقالت في بيان صادر عن الرئاسة ان ما ورد في التقرير "محض افتراء".