فاترينات الذهب تبحث عن زبائن أصحاب محلات الذهب في منطقة الصاغة والحسين جلسوا أمام فاترينات محلاتهم ينتظرون الزبائن الذين هجروها المنطقة تماما فلا بيع ولا شراء ولا حتي فرجة! حتي اسعار الذهب اصابها الجنون فارتفعت الي مستويات غير مسبوقة فوصل سعر الجرام عيار 12 الي اكثر من 091 جنيها منذ اسبوعين ثم انخفض قليلا ليصل حاليا الي 881 جنيها. وساد الكساد سوق الذهب محليا.. وخفت الحركة في سوق الصاغة الشهير بحي الحسين.. فلا بيع ولا شراء ولا حتي متفرجين امام الواجهات.. داخل محلات بيع الذهب جلس التجار والباعة في حالة انتظار.. وقد اطفأوا الانوار الداخلية توفيرا للنفقات.. بعد ان اقتصرت مبيعاتهم علي 4 أو 5 اطقم شبكة فقط شهريا.. واتفقوا جميعا علي عدم بيع »الدبل« للمقبلين علي الخطبة في اتفاق غريب اعترف به احد التجار.. فأصبح الشباب »يدوخون السبع دوخات« بالصاغة دون ان يجدوا الدبل لان التجار وجدوا ان ارباحهم من الدبلة والخاتم الذي لا يقل ثمنه عن 0052 جنيه لا تستحق عناء شغل محلاتهم لساعة أو اكثر!! وعندما فكر الشباب في حيلة ذكية ليخرج تجار الصاغة الدبل التي ينكرون وجودها.. فطلبوا اطقم الذهب ثم الدبل.. لكن التاجر كان اكثر ذكاء فلم يخرج الدبل الا لمن يشتري الشبكة بالفعل!! لعبة القط والفأر هذه رواها لنا احد التجار متهكما علي الشباب الذي وافق اهل خطيبته ويسروا عليه وقبلوا ان تكون الشبكة مجرد دبلة وخاتم.. لكن تجار الصاغة يأبون ان يحققوا له حلمه البسيط. أدي ارتفاع اسعار الذهب عالميا عندما وصل سعر الاوقية الي 5.3811 دولار الي ارتفاع اسعار الذهب محليا فأصبح سعر الاوقية 8.7766 جنيه وبلغ سعر الجنيه الذهب 4051 جنيهات و7.412 جنيه للعيار 42 و881 للعيار 12 و161 جنيها لعيار 81 لهذا تجمدت حركة البيع والشراء وامتنع التجار عن شراء الذهب المستعمل للراغبين في بيعه بحجة عدم وجود سيولة في حين انتشر الصبية امام المحلات ينادون المارة بشارع الصاغة ليشتروا منهم الذهب بسعر البيع لصالح كبار التجار الذين يصهرون الذهب ويصدرونه للخارج بسعر اعلي من سعر تصنيعه وبيعه محليا! اكد تاجر ذهب مخضرم رفض نشر اسمه ان اليهود صدقوا حين وصفوا مهنتهم بأنها مهنة غنية لكن مكسبها مكسب شحاتين! لان مظهر محل الذهب يوحي بالغني بينما مكسبه لا يزيد عن 2 جنيه أو 3 جنيهات في كل جرام عيار 12 أي ان الشبكة التي تزن 001 جرام ويصل ثمنها الي 61 ألف جنيه وبعد المصنعية الي 81 الف جنيه لن يزيد هامش الربح فيها عن 003 جنيه فقط!! وكنا نكسب اكثر عندما كانت اسعار الذهب منخفضة لان ارباحنا كانت اكبر وكانت مبيعاتنا كبيرة والان مجد صعوبة في الحصول علي اجور العمال وايجار المحلات بالاضافة الي رسم التمغة التي تفرضها علينا الحكومة!! ويضيف: ان ارباح التاجر تحسب بعدد جرامات الذهب التي يشتريها صافي الربح فاذا ترجمنا ربح الشبكة 003 جنيه الي جرامات لوجدناه ربحا بسيطا!! وهكذا تفعل ورش تصنيع الذهب فكيلو الذهب الخام بعد تصنيعه يصبح 079 جراما ونسبة الفاقد 03 جراما لابد ان يعوضه صاحب الورشة من ارباحه بعد خصم المصروفات واجور العمال والورشة.. واذا لم يفعل فسوف يفلس بمرور الوقت وهذا ما حدث لبعض كبار الموظفين الذين تصوروا ان تجارة الذهب مربحة فاستثمروا مكافأة نهاية خدمتهم بعد المعاش في فتح محلات مجاورة لنا وسرعان ما افلسوا خلال شهور معدودة! ويرجع ابراهيم شاكر تاجر ذهب ارتفاع اسعار الذهب عالميا ومحليا الي اقبال الاغنياء علي تحويل البنكنوت الي ذهب لان اسعاره ترتفع باستمرار بعكس البنكنوت المعرض للارتفاع والانخفاض.. مؤكدا ان معظم الشباب المقبل علي الزواج اصبح يعتبر الشبكة من الكماليات ويكتفي بالدبلة والخاتم.. في حين ان معظم مبيعاتنا تعتمد علي »الشبكة« مما تسبب في خسائر لتجار الذهب، حتي الهدايا لم تعد من الحلي الذهبية نظرا لارتفاع اسعارها ونحن في انتظار انخفاض اسعار الذهب.. التاجر قبل الزبون حتي يعود السوق للانتعاش من جديد. ميرفت شعيب