خلال ثمانية عشر يوماً حدثت أعظم ثورة في التاريخ المعاصر.. سلمية، عفوية بدون تنظيم أو قيادة، التف حولها الجميع ودعمتها القوات المسلحة دعماً كاملاً، ساندتها وحمتها، لتزيل عن مصر وشعبها كبوات الطريق وظلمات ليل طال وآثار فساد استشري وتوحش، تبحث عن الحق والعدل لا تسفك دماً ولا تغتصب حقا وساعدها ان المفسدين تيقنوا أن ظلمهم واستبدادهم يجعل الثورة عليهم مستحيلة فقد جسدوا اعتي نظم الحكم طغياناً وفساداً وافساداً، تخيلوا ان العقول نامت والكرامة محاها الزمان، وجهلوا ان الليل مهما طال فلابد أن يتبدد ظلامه وأن أشعة الفجر قادرة علي تمزيق استار الظلام، لم يفهموا حقيقة المصريين التي ترفض الذل والمهانة وأنهم قادرون علي تحقيق ما يراه الآخرون مستحيلا.. وأنهم نبتوا في أرض طاهرة وصفها الموليّ بالوادي المقدس طوي فهم طاهرون مثلها.. أرض غالية علي رب العباد فجعل لها كرامة عظمي وقالها عمرو بن العاص مدوية حين فتح مصر »إن ولاية مصر تعدل الخلافة« لما لها من مكانة ومقومات وبها عقول قادرة علي الابداع وتجعلها دائماً في موقع القيادة.. ألقي الله الرعب في قلوب اعوان إبليس فإذا هم مبلسون لايدرون ماذا يفعلون فتخبطوا واحتاروا وتاهت عقولهم كي يتم الله أمره ولتعلو كلمة الحق فالانظمة الاستبدادية تتوهم ان الامن الداخلي والخارجي يحرسها وقديما قال فرعون »يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الاسباب.. اسباب السموات والارض« ولان العالم كله يعلم قدر مصر ومقدراتها فتمني ألا تخرج من كبوتها وأن تظل في الذل والهوان، لكن الله أذن بالحدث المدوي في توقيت امثل في أول العام الميلادي ليكون ميلاداً جديداً لوطن تنفس الحرية واستعاد امره بعد طول كبت وحرمان، لكن كل المصريين يبتهلون الي الله أن يحمي الثورة من شرور نفسها وأن يدفع عن مصر الأذي الذي تعدد وانتشر وأخذ ألوانا شتي ومذاهب متنوعة يضر اقتصادها وأمنها وحريتها.. يطلبون لمصر وشعبها الانحدار في طريق المهالك بتصرفات غير مسئولة تهدد ولا تحمي تهدم ولا تبني تشعل النيران في كل ما حولها تحركهم عصابات لا تريد الخير لمصر وهم لا يدرون ماذا يفعلون بها يقبضون فيحرقون ويحطمون ويقطعون الطرق ويخطفون الابرياء.. لقد آن الأوان لوقفة حازمة مع العابثين للحفاظ علي مصر وشعبها وأمنها واستقرارها.