لا أطيق »ترابيزة المطبخ«، ولا أستخدمها، ولا أدرك وجودها إلا عندما أصطدم بها في طريقي إلي البوتاجاز. لذلك قررت التعامل معها علي طريقة »الغازية لازم ترحل«، وفاتحت زوجتي في أمر رحيل الترابيزة، وكانت الحيثيات، أنها بلا جدوي لأننا لم نستخدمها ولو لمرة واحدة في الغرض الذي من أجله جاءت إلي المطبخ. لم نأكل عليها يوماً واحداً وضفر ترابيزة السفرة برقبتها. بمنتهي البساطة والاريحية اقتنعت زوجتي، وبدأت علي الفور مراسم تشييع »الغازية« إلي مثواها الأخير، وبات المطبخ أجمل بدون ترابيزة، وبات الطريق إلي البوتاجاز بدون عثرات، وباتت الحياة ألطف، لمجرد انني تخلصت من عبء لا لزوم له. ومنذ هذا اليوم السعيد في حياتي، لم أتذكر ترابيزة المطبخ، إلا عندما علمت أن انتخابات »مجلس الشوري« جاءت نتيجتها »لم يذهب أحد«.