عندما يملأ روحي الإعجاب بإبداع فنان عظيم.. وأن أي كلمات لاتفي بالتعبير عن أحاسيس.. أجد نفسي - رغما عني - أنحني إكباراً، وأمسك باليد التي صنعت هذا الاب داع.. وأقبلها. حدث ذلك ثلاث مرات. أول مرة، عندما زرت متحف اللوفر في باريس، بصحبة الفنان المصري العالمي حامد عبدالله. كنت زرت اللوفر في مرة سابقة، ووجدت نفسي ضائعاً في هذا المعرض الفني الانساني الهائل. فركزت علي قسم المصريات، ودهشت لغناه بآثارنا، وبطريقة عرضها البديعة. أما مع فنان كبير بحجم وعمر حامد عبدالله، قضي أكثره في فرنسا، فكان درسا خصوصيا رفيعا. فهو يحفظ مكان كل لوحة. يشرحها فنيا. يعرف بالفنان واسلوبه ومدرسته وعصره. ثلاث ساعات رائعة امضيتها معه.. وودعته في آخرها ممتنا.. وقبلت يده. المرة الثانية، كنت بصحبة صديقي الفنان فؤاد التهامي نزور شخصية صحفية لبنانية في بيروت. كان شخص معه. عرفنا به، وعندما نطق اسمه: ناجي العلي جلست قبالته علي الأرض، وسلمت عليه، وأخذت يده وقبلتها. دهش.. العلي فقلت له: اليد التي رسمت مآسينا وخياباتنا في أبلغ تعبير كاريكا تيري.. ورسمت نفسك ورسمتنا في صورة »مننطلة«، يعطينا ظهره المعقودة خلفه يداه.. رمزاً للغضب والاستنكار.. جديرة بأن تقبل. المرة الثالثة كانت الاثنين الماضي، عندما ذهبت بصحبة عالم الزراعة الرائد الدكتور زكريا الحداد لحضور امسية شعرية للدكتور أحمد تيمور في صالون القاهرة الثقافي الذي يديره الصحفي اللامع اسامه هيكل. لاحظنا ان القاعة الرئيسية للفنون التشكيلية معمورة بمعرض. شدت ابصارنا من بعيد لوحاتها التي يغلب فيها اللون الوردي المشرق، الذي ملأنا بالبهجة عندما أخذنا في إمعان النظر. لاحظنا أنها ليست مرسومة بالفرشاة.. وإنما بالفسيفساء، مما يجعلها بارزة، ثلاثية الأبعاد. توجهنا إلي العارض، الفنان سعد روماني ميخائيل. تعرفنا.. وسألنا، فعرفنا أنها رسومه بالمايكروموازييك. عدنا ندقق في كل لوحة. أي جمال.. وأي تحكم في تحقيق هذه البانوراما اللونية، بتنوعها ودرجاتها.. أي صبر تحلي به هذا الفنان الرائع لكي يقدم لنا هذا الابداع الاستثنائي. اليست اليد التي صاغت كل ذلك. جديرة بأن تقبل. هذا ما فعلته. واتصلت بكل ما أعرف له ميول فنية لادعوه لمشاهدة معرض الفنان سعد روماني ميخائيل. وذهبنا مفعمة قلوبنا الي الامسية الشعرية، لنجد الحب العظيم. فهذا الشاعر الرقيق لديه طاقة حب هائلة: حضور متميز رفيع المستوي. لغويون كبار، وأساتذة مسرح، وشعراء، ألقي أحمد تيمور قصيدة البداية عن القدس وتوجع قلوبنا علي القدس!.. واختتم بقصيدة عن الحكومة اهاجت الاشجان. وبينهما، وبتقديم الاذاعي العتيد عبد الوهاب قناية، توالت القصائد بالقاء الفنانين: اشرف عبد الغفور ومحمود الحديني وسامح الصريطي وسميرة عبد العزيز وأحمد ماهر، الذي بكي وهو يقرأ أبياتا غاضبة علي العرب. فضلا عن حمدي الكنيسي. وأربع قصائد مغناة لاجفان الأمير، ومجد القاسم والفنانة السورية روزنا وشادي مع البيانيست عبد المنعم سعيد. كانت أمسية في حب الشعر.. وفي حب الشاعر الجميل الدكتور أحمد تيمور. سلامتك يا اسامة. تعودت في نهاية الحلقة الأولي من كل مسلسل للمبدع اسامة انور عكاشة أن اكون أول من يهنئه. فهو الوحيد الذي لا يمهد بحلقات فاترة.. وأنما يدخلك من اللحظة الأولي في صميم الحالة الدراماتيكية ألف سلامة عليك يا اسامة. [email protected]