مشكورا - رغم انفه - نجح فريد الديب المحامي »عاشق المفاجآت المثيرة« في اعادة العلاقة الوثيقة، والصلة الوطيدة بين الجيش والشعب، حيث اكتشف الاثنان انهما مازالا »ايد واحدة« لأن المحامي الشهير وجه للجميع »جيشا وشعبا« تهمة واحدة، وهي تهمة خطيرة تصل عقوبتها إلي السجن المؤبد، اما كيف حدث ذلك، وبأي اسلوب فعلها الديب فقد استجمع شجاعته المذهلة فأعلن بجرأة يحسد عليها ان مبارك مازال رئيسا للجمهورية وان كل من عطل سيادته عن اداء مهام وظيفته يجب ان يحاكم وينال العقوبة التي يستحقها! وطبعا حاول الديب ان يبرر ما قاله عن ان مبارك مازال رئيسا للبلاد. فقال ان قرار التنحي قرار باطل بحكم الدستور، ومن ثم فإن تولي المجلس الاعلي للقوات المسلحة للسلطة هو بمثابة »سطو علي مقدرات البلاد«! وبالمناسبة لم تكن هذه اول مرة يوجه فيها الديب اتهاماته للمجلس الاعلي فقد سبق ان حمله مسئولية جميع القتلي والمصابين منذ نزول الجيش إلي الشارع في اعقاب انسحاب الشرطة من المواجهة مع المتظاهرين »الثوار«! وشكرا اخر للديب!! ما فجره الديب في دفاعه عن الرئيس السابق حيث وضع الجيش والثوار في سلة واحدة ليواجها معا »تهمة واحدة« بالغة الخطورة قد اراح الكثيرين ممن كان قد ازعجهم ما حدث من تناقض احيانا بين »موقف المجلس الاعلي و»موقف الثوار« في الشهور الاخيرة حتي وصل الامر إلي تبادل الاتهامات وتراجع الثقة المتبادلة، إلي جانب ذلك نجد انه اسدي جميلا رائعا للثورة الرائعة والثوار الابطال وذلك حينما اعلن ان مبارك مازال رئيسا للجمهورية ثم اندمج في وصلة مدح مثير لمبارك فخلع عليه كل الصفات التي تتناقض مع ما هو معروف عنه. والتي كان ابتعاده عنها من الاسباب المباشرة للثورة عليه، بل انه - في معرض دفاعه عنه شبهه بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولاشك ان هذا الدفاع الذي اتسم بالمغالطة والتزييف »التي كانت من سمات النظام السابق« قد اثار غضب كل طوائف الشعب فاندفعوا جميعا - بحماس هائل - إلي ميدان التحرير وميادين الثورة في مختلف المحافظات - ليس للاحتفال بعيد الثورة - ولكن للتأكيد علي انها مستمرة، بل لعلها اكتسبت قوة »مضاعفة« في اصرارها علي حتمية استكمال اهدافها وفي المقدمة منها المحاكمة العاجلة والناجزة ومن خلال تهم اخري لما ارتكبه النظام السابق »رئيسا واقطابا« من جرائم سياسية واجتماعية وثقافية. هذا في الوقت الذي يتوقع فيه البعض - وانا منهم - ان يعيد المجلس الاعلي النظر في سياساته حتي يستعيد الثقة تماما مع الثوار الذين جمعتهم مع المجلس تهمة واحدة.