اليوم يمر عام كامل علي ثورة الشعب المصري البيضاء التي أبهرت العالم كله شرقه وغربه.. اليوم نحتفل بالعيد الأول للثورة التي علمت العالم كله كيف تكون الثورات واسقاط الأنظمة التي شاخت في مواقعها بصورة حضارية.. واحالة رموز النظام إلي محاكمة عادلة أمام قاضيهم الطبيعي. التحية اليوم واجبة لكل شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يحصل الشعب علي حريته المفقودة.. وتحية لكل المصابين في أحداث الثورة وما تلاها من أحداث. الشكر اليوم يجب أن يقدم من كل مواطن للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي انحاز إلي الشعب وحمي ثورته وقاد سفينة الوطن متحملا كل الانتقادات.. بصبر يحسد عليه حتي تم انتخاب أعضاء البرلمان وعقد مجلس الشعب أول اجتماع له أمس الأول.. ومازال يباشر مهامه في استكمال مسيرة الديمقراطية باجراء انتخابات مجلس الشوري ثم انتخابات الرئاسة ليسلم المسئولية لمن يختاره الشعب بكامل حريته. اليوم يجب أن يكون احتفالنا معبرا عن طبيعة الشعب المصري الذي قام بالثورة.. الشعب الذي أعلن منذ الدقيقة الأولي للثورة انها ثورة سلمية بيضاء.. ويجب أن يكون احتفالنا حضاريا نعبر فيه عن حبنا لبلدنا العزيزة مصر ونحرص علي ألا نشوه صورة ثورتنا.. وان نحافظ علي كل مقدرات الوطن ومنشآته لانها هي التي ترسم صورة المستقبل الذي ننشده. علينا أن نضع مصر في قلوبنا وعيوننا.. وان نعمل علي ان تستعيد دورها المحوري في المنطقة التي تنتظر انتفاضة الشعب لبناء مستقبله القائم علي العلم.. والعمل الجاد.. انتفاضة تلفظ أعمال البلطجة والتخريب التي تعرقل مسيرة ثورتنا.. وتقضي علي كل صور الفساد التي استشرت طوال السنوات الماضية من رشوة ومحسوبية واستغلال نفوذ وصعود غير المؤهلين لقيادة دفة الوطن لمجرد انهم أهل ثقة واستبعاد العلماء وأهل الخبرة. يجب أن نحتفل بثورتنا ونقيم الافراح ونتغني بحب بلادنا.. ونترك في هذا اليوم الاعتصامات والاضرابات التي لم تنته طوال العام الماضي.. ننخرط جميعا في الاحتفالية التي تعبر عن نجاح ثورتنا في وضع اقدامنا علي أول طريق الديمقراطية الحقة.. ونعمل علي أن نكمل مسيرة الديمقراطية حتي اخر الشوط.. وهي المسيرة التي تساعدنا علي بناء بلادنا وتنميتها بكل سواعد الأبناء حتي لا يكون بيننا مكان لعاطل أو جاهل.. ننبذ في هذا اليوم خلافاتنا الايديولوجية والفكرية ويمد كل منا يده الي اخيه بكل الحب لاستكمال البناء القوي لدولة ينتظرها العالم قوية حرة.. أبية.. قائدة لاشقائها.. ولن يتأتي ذلك إلا بالعمل الجاد القائم علي الحب لا الحقد. يجب أن نخيب ظن المتربصين بمصر والذين خططوا لكي تنقلب فرحتنا غما وحزنا.. وضحكاتنا دموعا.. علينا أن نفوت الفرصة عليهم جميعا ونقول لهم: موتوا بغيظكم.. فكل أبناء مصر شربوا من نيل واحد.. وأكلوا من نتاج واد واحد.. وآمنوا برب واحد ويجمعهم مصير واحد ويقويهم بنيان واحد ويؤلمهم جرح واحد.. المصريون جسد واحد كبارهم وصغارهم.. رجالهم ونساؤهم.. شيوخهم وأطفالهم.. جميعا علي قلب رجل واحد. أريد أن أري دموع الحسرة تتلألأ في أعين أعداء الوطن في هذا اليوم.. ونحبس شياطينهم ونحبط مؤامراتهم التي تهدف الي اخضاع هذا الوطن وتركيعه.. وهو شعب لا يركع إلا لله في صلاته ولن يركع لأحد.. كل عيد ثورة ونحن جميعا نتمتع بالحب والاخوة الصادقة.