لن أشارك في احتفالات ثورة يناير.. ولن أشارك في النزول الي ميدان التحرير تحت مسمي الثورة مستمرة أو سلمية أو تسليم السلطة. لن أشارك في الاحتفال، لان الاحتفالات تكون بالنجاح والنصر، اما نحن فلم ننجح ولم ننتصر بعد. كل ماحدث منذ عام وحتي الآن كان امتحان (شهر) نجحنا فيه، أما امتحان آخر العام والنتيجة فمازال الطريق طويلا، لاننا لم ندخل الامتحان الحقيقي. ان اسقاط رأس النظام وبعض رموزه كان مجرد حلقة في سلسلة طويلة، وعلي الدولة وبرلمانها وحكومتها ورئيسها القادم والشعب استكمال باقي الحلقات، ساعتها يمكن ان نحتفل.. نطبل ونغني.. نقرأ الفاتحة علي أرواح الشهداء.. نشاهد العروض العسكرية والفلكلورية ثم نعود نستكمل باقي مشوار ثورتنا. لن اشارك ايضاً بالنزول الي الميدان للإعلان عن استمرارية الثورة، ولا لتسليم السلطة ولا لإحداث الفوضي، ولا اشتراك لغير الثوار، فالنزول إلي الميدان لم يعد آمنا كما كان منذ عام. عام مضي تغير فيه الكثير.. أحداثه كانت مؤلمة، حرائقه اشعلت قلوب كل المصريين.. شهداؤه كثروا.. مصابون مازالوا يرقدون في المستشفيات.. أما تجار الصنف فمازالوا يسكنون الميدان.. الباعة الجائلون اخذوا من الميدان سوقا، وملأوه زبالة، قعدات الشاي والقهوة وغيرهما، بالاضافة إلي اليافطات الاستفزازية، ومشادات الثوار مع المتطفلين أصحاب السنج والشوم والمطاوي. لن أشارك في استمرارية الثورة إلا إذا اعطيت فرصة للحكومة والبرلمان والرئيس القادم الوقت ليحققوا أهداف الثورة، فإذا ما أعلنوا أن اوجاع المصابين ستظل تأن في أذن المصريين، وأن دماء الشهداء ستظل في اعناقنا، وأن الفساد سيتركونه ينخر في عظام المؤسسات والوزارات والهيئات.. ساعتها سأنزل مع النازلين الي الميدان لنعلن ان الثورة مستمرة، وأننا فشلنا في تحقيق ما أردناه. اذا كانت الأمنيات يوم 52 يناير منذ عام.. عيش حرية.. عدالة اجتماعية.. ثلاثة مطالب تحتاج من كل مصري أن يمد يده للدولة ويبدأ بنفسه ليحقق ما نادي به. وإسقاط النظام لم يكن إلا وسيلة لتحقيق الأمنيات.. فلا نلقي اللوم علي الحكومة او المجلس العسكري بل لابد أن نلوم انفسنا أولاً إذا ما أخفقت هذه المؤسسات في تحقيق اهداف الثورة. الطريق طويل والأمنيات والأهداف كثيرة ومعاول الهدم أكثر، فلا يسأل أحد من أين نبدأ، ولا من الذي يبدأ أولا.. المهم ان نبدأ. والوعد ألا نحتفل ولا ننزل الميدان إلا بعد تحقيق الأهداف.. هكذا أمرنا الله (اعملوا).