مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالي قد تكفل بحفظ القرآن الكريم وحفظه فعلاً حيث قال الله تعالي: »إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون« وهذا اليقين يحفظ القرآن الكريم يُفيء علينا يقيناً قريباً منه بأن الله تعالي تكفل بحفظ كل حقيقي صادق ليكون بياناً للقرآن، فقال جل شأنه.. إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه« فكما تكفل الله سبحانه بحفظ القرآن تكفل ببيانه، وذلك بالسنة النبوية الشريفة علي صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فصان الله سبحانه الصحيح من الحديث كما حفظ القرآن الكريم. ولقد تعرض القرآن الكريم قديماً للهجوم من أعداء الإسلام، ولكنهم فشلوا، لأن الله سبحانه وتعالي تكفل بحفظه، وحفظه في الصدور وفي السطور، فلما فشل أعداء الإسلام في النيل من القرآن الكريم، وجهوا سهامهم نحو السنة النبوية الشريفة، فقيض الله سبحانه وتعالي لسنة نبيه صلي الله عليه وسلم رجالاً أمناء فحفظوها وصانوها في كتبهم الأمينة وكان منهم الإمام البخاري والإمام مسلم والإمام أحمد بن جنبل وغيرهم من أئمة الحديث النبوي فلما لم يفلحوا في أن ينالوا من الحديث النبوي الشريف، وجهوا سهامهم نحو نقلة الحديث النبوي وهم أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فحاولوا تجريح الصحابة، وكان أكثر الصحابة رواية للحديث أكثرهم تعرضاً للهجوم مثل أبي هريرة رضي الله عنه، مع أن الصحابة رضي الله عنهم هم حملة الإسلام، وشهود الدين وقد نزلت عدالتهم من فوق سبع سماوات حيث قال الله تعالي: »والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه«. وحذر الرسول »صلي الله عليه وسلم « من تجريحهم أو سبهم فقال صلوات الله وسلامه عليه: »لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه« وبين رسول الله »صلي الله عليه وسلم« أن حبهم دلالة علي حب الله ورسوله، وأن بغض الصحابة دلالة علي النفاق. قال عليه الصلاة والسلام: »الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله، ومن آذي الله فيوشك أن يأخذه«. وقال عليه الصلاة والسلام: »الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق«. ومع هذه الهجمات الشرسة قديماً، فقد زادت حديثاً في هذه الفترة، حيث عاد العدوان علي السنة النبوية الشريفة، فقد زاد العدوان علي أهم كتب السنة النبوية مثل صحيح البخاري حيث هوجم في الفترة الأخيرة من بعض ضعفاء الإيمان. كما هوجم أكثر الصحابة رواية للحديث وهو أبو هريرة رضي الله عنه، فنلاحظ أن الهجوم كان علي أهم كتب الحديث مثل صحيح البخاري وعلي أكثر الصحابة رواية للحديث وهو أبو هريرة فإذا حدث الطعن فيهما كان إلي ما دونهما أكثر من أجل هذا كان علينا أن نحافظ علي تراثنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بالحفاظ علي القرآن وعلي السنة حيث قال: »تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي«.