بعد حملة المقاطعة الناجحة التي دعت اليها »الأخبار« وبعض الجهات الرسمية والمؤسسات الأهلية.. انخفض الإقبال علي شراء اللحوم. وسادت حالة من الركود في عمليات البيع والشراء.. وأصبح الجزارون »يضربون كفا علي كف«.. فالمواطنون »قاطعوا« محلات الجزارة ولجأوا الي البدائل الأرخص.. فاضطر التجار الي خفض الاسعار بنسب تراوحت من 5 حتي 7 جنيهات في الكيلو الواحد.. أصحاب محلات الجزارة أكدوا ان هناك انخفاضا كبيرا في المبيعات وصل الي 07٪.. وانخفضت نسبة الذبح داخل المجازر الي 53٪ عما كانت عليه قبل المقاطعة. »الأخبار« قامت بجولة بأسواق اللحوم ورصدت عمليات البيع والشراء، والانخفاض في الاسعار الأسعار في منطقة الدقي لم ترض المستهلكين فهي تصل الي 55 جنيها ولكنها انخفضت عما كانت عليه قبل ذلك بسبب المقاطعة ورغم ارتفاع هذا السعر يقول أحمد حربي أحد الجزارين بالمنطقة ان الاسعار انخفضت بسبب المقاطعة ووصل الانخفاض الي 7 جنيهات في كل كيلو، فأنا اشتري اللحوم بالغالي من المربين والمزارعين، ولا مفر من بيعها بالغالي، فالغلاء هو سلسلة تبدأ بالمزارع وتنتهي بالجزار وتمر في الوسط علي التاجر الذي يأخذ عمولته من المزارع والجزار.ويعترف أحمد بأن الاسعار مرتفعة وهذا ما أدي الي انخفاض الطلب علي الشراء، فقد كان يذبح اربعة عجول اسبوعيا قبل الغلاء، أما حاليا فنسبة الذبح تصل الي عجل واحد في الأسبوع، أي أن نسبة الشراء انخفضت بمقدار 07٪، ويتفق معه محمد بلبل صاحب محل جزارة بمنطقة الزمالك في أن الأسعار مرتفعة، وأن المواطن أعرض عن الشراء، والبعض قام بتخفيض حجم الكميات التي يتم شراؤها، فالمواطن الذي تعود علي شراء 3 كيلو اسبوعيا قبل موجة الغلاء أصبح يشتري كيلو واحدا فقط، ويطالب بلبل بسرعة اصدار قرارات من وزارة الزراعة بوقف ذبح الاناث من الماشية حتي يتثني توفير الكثير من أمهات المواشي لكي تكون هناك قدرة علي انجاب ثروة حيوانية كثيرة تغرق السوق باللحوم ومن ثم ستنخفض الأسعار مرة أخري.وأكد أحمد محمد جزار بشارع السودان أن حملات المقاطعة أثرت علي حركة البيع والشراء ونجحت في اقناع المواطن بتجنب شراء اللحوم والاتجاه الي البدائل، ولكن هذه الحملات أغفلت وتناست أن ارتفاع اسعار الأعلاف منذ عدة شهور أجبر المربين علي بيع ماشيتهم نظرا لعدم قدرتهم علي مواجهة ارتفاع اسعار الأعلاف، وعندما عادت الأسعار الي الانخفاض مرة أخري لم تكن لديهم ثروة حيوانية تقوم علي الأعلاف، ومن ثم انخفض العرض من الماشية، وانخفض العرض من اللحوم، وارتفعت أسعار اللحوم، ويؤكد أحمد أن أسعار اللحوم بالفعل خلال الفترة الحالية بدأت تشهد انخفاضا ملحوظا، فالكيلو الآن يصل الي 25 جنيها بعد ان كان يتم بيعه منذ شهر بأكثر من 06 جنيها، الي ان الانخفاض تراوح من 5 جنيهات الي 7 جنيهات في الكيلو الواحد. ويطالب أحمد بضرورة تفعيل مشروع البتلو الذي سبقت أن أعلنت عنه وزارة الزراعة والذي يهدف الي منع ذبح العجول الصغيرة وترك الفرصة أمامها للعيش وذبحها وهي كبيرة حتي يتثني توفير المزيد من اللحوم بأسعار منخفضة وهي بالطبع اللحوم الكندوز التي تمثل النصيب الأكبر من اللحوم من حيث اقبال المواطن المصري علي الشراء. وعلي الجانب الآخر لا تزال معاناة المواطنين مستمرة بسبب الغلاء في ارتفاع اسعار اللحوم، فالمواطن أصبح مفروما في اسواق اللحوم، فميزانيته لا تسمح بشراء أكثر من كيلو أو اثنين »بالكثير« شهريا لأن الأسعار انخفضت بنسبة قليلة. ويؤكد فوزي عطية النادي -موظف- أن اسعار اللحوم انفلت زمامها ووصلت الي العنان، ولا يزال التجار والجزارون يمارسون سياستهم المحببة اليهم في الجشع والطمع في غياب تام من الرقابة، ويطالب فوزي بضرورة زيادة الكميات المستوردة من اللحوم سواء من دولة جيبوتي أو الصومال أو أثيوبيا وذلك لزيادة المعروض من اللحوم المستوردة في الأسواق من أجل مواجهة جشع الجزارين، ولكن بعد أن تكاتف الجميع للوقوف في وجه الغلاء.. استجاب البعض وقام بتخفيض الأسعار 5 جنيهات عن كل كيلو بعد ان انخفضت نسبة المبيعات وأصبحت المحلات خالية من الزبائن. وتري حنان مصطفي -ربة منزل- أنها لم تكن تتصور أن اسعار اللحوم تصل الي هذه الدرجة، فبعد ان كان الكيلو ب73 جنيها أصبح ب06 جنيها، مشيرة ان ميزانية أسرتها لا تستطيع ملاحقة هذا الارتفاع في الأسعار، لذلك قررت الاعتماد في البروتين علي البروتين النباتي أو بروتين الدواجن والأسماك.وتدعو جميع المواطنين الي مقاطعة هذه السلعة خاصة بعد أن أثمرت المقاطعة التي أعلنها المواطنون خلال الأيام الماضية عن نتائج جيدة وكانت سببا في خفض أسعار اللحوم بمقدار يتراوح من 5 الي 7 جنيهات في الكيلو الواحد.