تحولت قضية تأخر المساعدات الخليجية لمصر. الي ساحة "للصيد في الماء العكر". في محاولة من بعض الجهات، في مصر وخارجها. الي اختراع حكايات. عفي عنها الزمن. منها ان الامر يتعلق بتحفظ خليجي علي محاكمة مبارك. والتي قاربت علي نهايتها. وحديث آخرعن استجابة دول الخليج لضغوط امريكية. كجزء من الازمة بين المجلس العسكري وواشنطن. وبعض ماتم نشره وتسريبه، يدعو للسخرية.و يفتقد اي منطق .ولايستقيم مع اي عقل، من نوعية ان صفقة الاسلحة الامريكية الاخيرة للسعودية والامارات. مكافأة لهما علي موقفهما من مصر. رغم ان مثل هذه الصفقات يتم التباحث حولها لسنوات. وانها قد تكون اكثر فائدة اقتصاديا لواشنطن. دون ان يعني ذلك .ان هناك اصلا للموضوع ،وقضية يجب مناقشتها بالعقل والمنطق. بعيدا عن محاولات الدس، والتشويه، واستخدام الاكاذيب. واذكر هنا انني قلت للامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي. في المؤتمر الصحفي. الذي عقده في ختام القمة الخليجية بالرياض. منذ اكثر من اسبوعين. "ان مصر تستحق من دول الخليج. اكثر من سطرين في البيان الختامي للقمة. يشيد بنتائج المرحلتين الاولي والثانية. من الانتخابات البرلمانية. خاصة وان هناك تيارا في مصر. يشير الي عدم تنفيذ وعود تقديم مساعدات اقتصادية لمصر. "كان رد الامير واضحا ومحددا .عندما اشار الي ان دول الخليج القادرة اوفت بوعودها. بتقديم المساعدات المباشرة لمصر. وهناك مباحثات حول آلية تنفيذ بنود المساعدات الآخري. وقال الامير سعود الفيصل ،مصر قلب الامة العربية، وقائدة المنطقة. واشاد بقيامها بدورها العربي. رغم ظروفها . مستشهدا بنجاحها علي صعيد المصالحة الفلسطينية. وابتسم وهو يقول" ونحن نحب مصر اكثر منك ". فضجت القاعة بالتصفيق. دون ان ادري، اذا كان ذلك لسؤالي، ام استحسانا لاجابة الامير ولم يمر سوي يومين فقط .حتي ظهرت القضية الي العلن. بعد تصريحات الدكتور كمال الجنزوري. الذي تحدث في لهجة عتاب للاشقاء. عن عدم حصول مصر سوي علي مليار دولار. من المبالغ التي تم الاعلان عنها وبعيدا عن حديث "المن والمنع ".الذي يلجأ اليه البعض. وهو لايصح بين الاشقاء. فهناك حقائق معروفة، وتاريخية. منها ان الدور المصري في تنمية دول الخليج، عبر عقود مازال مستمرا.وهو مقدر علي مستوي الحكومات والشعوب. كما ان المساعدات والقروض الخليجية لمصر منذ السبعينات ،بعد انتصار اكتوبر العظيم مرصود، وان كان الخليجيون يتحفظون في الحديث عنه. علي عكس امريكا واوربا. علي اساس ان الامر، يتعلق بعلاقات أخوة وصداقة. ثانيا: ان المعلن من المساعدات الاخيرة.من السعودية، علي سبيل المثال، متنوع .ولايقتصر علي النصف مليار. التي تم دفعها بالفعل. فهناك قرض حسن، بقيمة نصف مليار دولار. ووديعة في البنك المركزي بقيمة مليار دولار.استثمارات في مشروعات صغيرة ومتوسطة تم توقيع البروتوكول الخاص به. وهي أمور تحتاج الي إجتماعات ولجان فنية، وتحديد لمشروعات من الجانب المصري. ثالثا: يجب ان نشير الي اننا نتحمل جزءا من المسؤلية. مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي. حيث توافد علي الوزارات المعنية بالاقتصاد والاستثمار،اكثر من ثلاث وزراء، في فترة عدة اشهر،كما ان الامر لايتعلق بالحكومات فقط ، فدورها مهما كبر محدود. بل محاولة توفير الظروف المناسبة. لعودة قوية للمستثمرين العرب. تستفيد من أخطاء الماضي، دون ان تكررها. مع احترام التعاقدات الماضية. او اللجوء الي التراضي، ومراعاة مصالح الجانبين، عند ظهور اي خلاف . والامر يستدعي موقفا واضحا وصريحا ومباشرا، وقويا، من دول الخليج لدعم الاقتصاد المصري. في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها والارقام معروفة وليست خافية علي احد. خاصة وان القمة الخليجية الاخيرة. واقفت علي انشاء صناديق لدعم كل من المغرب والاردن، باثنين ونصف مليار دولار.