اقتحمت مجموعة من المستوطنين المدججين بالسلاح صباح امس منطقة وادي الباذان في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية مسببين حالة من الفزع والرعب بين السكان، جاء ذلك في الوقت الذي التقي فيه المبعوث الامريكي لعملية السلام جروج ميتشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو في اطارمتابعة المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية ان المستوطنين اقتحموا المنطقة وهم يحملون الاسلحة في محاولة منهم لترويع السكان الآمنين، واحدثوا حالة من الفوضي والعربدة في الوادي قبل ان ينسحبوا منه. وفي غضون ذلك، قالت مصادر اسرائيلية انها تتوقع ان يقدم نتنياهو "بوادر حسن نيه" للمبعوث الامريكي في اطار المفاوضات التي ترعاها واشنطن. واضافت ان من بين هذه البوادر افراج اسرائيل عن اسري فلسطينيين، ونقل السيطرة الامنية علي عدد من مناطق واحياء الضفة الغربية الي الفلسطينيين، ورفع بعض الحواجز الامنية الاسرائيلية التي تقطع اوصال الضفة الغربية وهي بالمئات. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسئولين اسرائيليين كبار ان نتنياهو يؤيد الانتقال سريعا الي المفاوضات المباشرة التي يعتبرها الوسيلة الوحيدة للتوصل الي اتفاق سلام. وفي تلك الاثناء، وقع 56 عضوا بالكنيست الاسرائيلي عريضة تطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع ايهود باراك بمواصلة البناء الاستيطاني في مدينة "اريئيل" في الضفة الغربية رغم الامر الصادر بوقفها بهدف تسكين المستوطنين الذين تم اجلاؤهم من منطقة "نت سليم" بقطاع غزة فيها. وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وصف خلال اجتماعه امس الاول في واشنطن مع اعضاء الكونجرس اليهود التعامل مع ملف الشرق الاوسط بانه كالسير في حقل الغام. وقال لقد ارتطم هذا الملف بحقل الغام وفقد بعض اصابعه وحدثت بعض الاخطاء في تعامل الادارة الامريكية مع هذا الملف. ونقلت الصحيفة عن اوباما قوله ان علاقات جيدة تربط الولاياتالمتحدة باسرائيل وان طريقة نقل الرسائل بين واشنطن وتل ابيب تخللتها بعض المشاكل. واشار اوباما الي انه طالب الكونجرس بتخصيص ميزانية في اطار الميزانية الامريكية لتمويل مشروع "القبة الحديدية" الاسرائيلي لمواجهة القذائف الصاروخية. وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان السلطة الفلسطينية ستواصل ادارة معركة سياسية ضد اسرائيل في المحافل الدولية رغم انطلاق المفاوضات غير المباشرة. وقالت الصحيفة ان وثيقة اعدتها الخارجية الاسرائيلية تؤكد ان السلطة ستحاول استغلال المحادثات من اجل تكثيف الضغوط الامريكية علي اسرائيل لوقف الاستيطان خلال الفترة القادمة. وعلي صعيد اخر، اصدر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تعليمات الي سلاح البحرية الاسرائيلية بمنع قافلة السفن الدولية التي من المقرر ان تصل غزة نهاية الشهر الجاري. وقالت مصادر رسمية اسرائيلية للاذاعة الاسرائيلية انه سيتم منع القافلة من الوصول الي سواحل غزة حتي اذا اقتضي الامر استخدام القوة.