واشنطن تحاول منع إنهيار المفاوضات بين عباس ونتنياهو قبل أيام من استئناف بناء المستوطنات اشتباكات بين فلسطينيين ومستوطنين اسرائيليين استشهد شاب فلسطيني في الثلاثين من عمره في حي سلوان بالقدسالمحتلة برصاص حراس المستوطنين الإسرائيليين، بينما أصيب ثلاثة شبان آخرين برصاص حراس المستوطنين، في حين اندلعت مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في القدسالمحتلة بعد استشهاد الشاب الفلسطيني، مما رفع عدد الإصابات إلى أكثر من خمسة. ووقعت الاشتباكات بعد توجه شباب فلسطينيين في حي سلوان لأداء صلاة الفجر، حيث فوجئوا باعتداء المستوطنين على أراضيهم، واستمرت الاشتباكات حتى ظهر أمس، بينما منعت القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف من دخول الحي لنقل الجرحى الفلسطينيين. جدير بالذكر أن اليومين الماضيين شهدا تصاعدا في اعتداءات المستوطنين على مزارع الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أتلف مستوطنون من مستوطنتي خارصينا وكريات أربع شمال الخليل صباح الاثنين الماضي كروم العنب في منطقة البويرة شرق المدينة الواقعة جنوب الضفة، كما سرق مستوطنون آخرون محصول الزيتون في قرية بورين الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس. وقال خبير الأراضي والاستيطان عبد الهادي حنتش إن المستوطنين أتلفوا ما لا يقل عن 100 شجرة من معرشات للعنب في مساحة لا تقل عن دونم يملكها المواطن عبد الرحمن شريف سلطان. جاء ذلك بينما هاجم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كل من حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي، متوعداً بالرد على الصواريخ التي تطلقها المقاومة باتجاه الأراضي المحتلةجنوب اسرائيل. وتأتي التحذيرات الإسرائيلية لغزة في الوقت الذي التقي فيه طاقما المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مساء أمس بنيويورك بحضور محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وإيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، في محاولة من واشنطن لمنع إنهيار المفاوضات وتعنت تل أبيب في تمديد فترة تجميد الإستيطان التي تنتهي في السادس والعشرين من هذا الشهر . وقال نتنياهو أن تل أبيب "سترد بيد من حديد" على اي صواريخ يتم إطلاقها من قبل حماس والجهاد على البلدات الإسرائيلية الجنوبية مضيفا في تصريحات له خلال الجولة أنه من "الأفضل لحماس والجهاد وغيرهما عدم اختبار عزم اسرائيل على الرد على مثل هذه الاعتداءات" في سياق متصل حذر جابي إشكنازي رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أن فشل المفاوضات بين تل أبيب ورام الله سيعقبه موجة من "العنف الشديد" بالمنطقة موضحا في كلمة له بالكنيست مساء أمس الأول أنه " اذا فشلت المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين فان هذا سيؤدي لاندلاع موجة جديدة من العنف في المنطقة لكنها ستكون اقل من موجة العنف التي شهدتها الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000" حسب قوله. في الوقت نفسه، يعمل المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق بشأن المستوطنات، في سياق المساعي الأمريكية للحفاظ على المباحثات المباشرة بين الجانبين، والتي انطلقت في واشنطن مطلع الشهر الحالي. وتخشى الإدارة الأمريكية من تعثر المفاوضات المباشرة في الأيام القادمة، بسبب مأزق المستوطنات مع قرب انقضاء موعد تجميد البناء فيها، والذي حددته الحكومة الإسرائيلية بنهاية سبتمبر الحالي. من ناحية ثانية، حثت الرباعية الدولية المعنية بالشرق الأوسط، إسرائيل على مواصلة تجميد البناء في المستوطنات، وذلك في بيان أصدره أعضاء اللجنة المكونة من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، في ختام اجتماعهم على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك أمس الاول. وأعربت الرباعية عن دعمها القوي لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، التي يمكن أن تحل كافة قضايا الوضع النهائي في غضون عام، وهو الإطار الزمني الذي حدده الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كهدف لحل القضايا الرئيسية في الصراع.