بعد الهلع الذي صاحب الإعلان عن تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سارع السلفيون بنفي أي علاقة لهم بأصحاب هذا الإعلان. ليس هذا فقط بل وقرأنا أن نادر بكار عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي طالب أجهزة الدولة: [بالقبض علي مؤسسي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا أنه سيكشف مفاجآت كبيرة عن أصحابها، وعن سر إنشاء هذه الهيئة الوهمية وتأسيس صفحة لها علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"]. وأضاف بكار خلال مداخلة هاتفية علي قناة الحكمة مساء السبت الماضي مؤكداً تبرؤ حزب النور من هذه الهيئة لأنها غير قانونية، ولم تخول من أحد في المجتمع لكي تأمر وتنهي بما تريد. وحرص الداعية السلفي علي ايضاح أن حزبه لا يعارض من حيث المبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنه في الوقت نفسه [يحترم دولة القانون والمؤسسات، وأنه حينما يؤسس أحد الكيانات مثل هذه الهيئات فيجب أن تكون بقانون رسمي من الدولة وأن تكون عبر قناة شرعية]. وأنهي بكار مداخلته لافتا إلي أن بعض وسائل الإعلام تحاول إثارة الفزاعات في المجتمع عن طريق الترويج للترهات التي تنشر علي "فيس بوك" من خلال صفحات مجهولة المصدرمما يبين المخطط من وراء إنشائها وهو ما يهدف إلي التفزيع وتشويه صورة التيارات الإسلامية بشكل عام، وحزب النور بشكل خاص، بدليل: الركاكة والفجاجة الواضحة في أسلوب أصحاب هذه الصفحة علي الموقع الإلكتروني علي الفيسبوك. بمعني آخر فإن الداعية السلفي نادر بكار يحذرنا من جهل وأخطاء هؤلاء المجهولين الذين لا علاقة لهم بأصول وأهداف فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي لا يمانع بكار في القيام بها بشرط التقدم بالتصريح لها عبر قناة شرعية تطبيقاً لقانون رسمي غير مسبوق يتم تمريره وتحديد شروطه وتقنينه من مجلس الشعب القادم. وأتصوّر أن بكار كان يتطلع وقتها إلي الأسلوب الشرعي الذي استخدم في تأسيس وقيام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بعض الدول الإسلامية وعلي رأسها المملكة العربية السعودية، كمثال يمكن تطبيقه في مصر. وكنت أتمني لو قرأ قادة حزب النور السلفي الحديث الطويل الذي أجرته صحيفة بريطانية شهيرة اندبندنت مع الأميرة السعودية بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز التي وجهت نقداً لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادها. فقد اتهمتهم بانهم: [وراء عدم التسامح في السعودية]. والغريب في الأمر أن تلك الهيئة انشأها والدها الملك الراحل سعود من أجل مراقبة التجار ومنعهم من المبالغة في تسعير البضائع، ثم سرعان ما اختفي هذا الهدف وحلت مكانه أهداف أخري لم تكن تخطر علي البال. تقول الأميرة بسمة: [إن الشرطة الدينية في بلادنا تركت أخطر الاثار علي مجتمعنا من ناحية الفصل بين الجنسين، كما ملأت عقول الرجال والنساء بالأفكار السيئة مما ادي الي انتشار الامراض النفسية التي لم يعرفها المجتمع من قبل مثل التطرف الذي تنشره هيئة الأمر بالمعروف في كل مكان بزعم قيادة المجتمع نحو حياة فاضلة ليست موجودة.. فكل شيء يدور خلف الأبواب].