نعم الباز كل سنة وأنتم طيبون.. كل سنة والثورة مستمرة.. ولكن لبناء مصر العلم.. منذ أقل من عشرين عاما زارتني الاذاعية الكبيرة السيدة آمال فهمي وصحبت معها شابا حلو الملامح مبتسما في خجل قلت في عقلي »آه.. ها هي آمال تأتي لي بمطرب جديد لاكتب عنه«. وإذا بالمفاجأة انه أحد علمائنا في الخارج. أحمد زويل عالم مصري يعيش في أمريكا.. وبدأ أحمد زويل يحكي لي عن الفيمتو ثانية وأنا من الذين كانوا يفقدون المقدرة علي اقتحام الأرقام بداية من جدول الضرب وكنت أهرب من حصص الكيمياء وأسرح في حصص الجغرافيا وألف العالم شرقا مع الخرائط وأسعد بالتاريخ اقتحاما لعصر الزعامة والثورة الفرنسية. ولكن حدثت لي افاقة لطريقة الشاب زويل الذي شرح لي ببساطة شديدة وكيف توصل الي الفيمتو ثانية.. انبهرت.. سعدت.. لم أفهم جيدا ولكن جعلني علي شاطيء النظرية. وأنا دائما حينما اقابل عالما من علمائها في الخارج أضع خلف ظهري جملة دائمة واكتشفت انها »جملة عبيطة« وعاطفية وليست علمية. - لازم ترجع مصر! ابتسم وقال لي ان شاء الله.. بعد انجاز كل ما اتمني. وتذكرت مرة كنت في نورث كارولينا وبحث عن احد أولادي في باب اخبار الأطفال وشرح لي كيف اكتشف مرض الخليج الذي حدث للجنود الامريكان أثناء حرب الخليج فقلت له نفس الجملة العبيطة.. لازم ترجع مصر! فقال لي.. هل تعلمين انني كنت محتاجا ل 52 مليون دولار لابحاث التوصل للدواء.. تفتكري جمعتها في كم من الوقت؟ - شهر؟ قال جمعتها في 3 ساعات بداية من مصروف الاطفال الي مرتبات اساتذة الجامعة الي ربات البيوت اللاتي تبرعن بثمن اللحم والدجاج لمدة اسبوع. ثلاث ساعات يجمع 52 مليون دولار!! اقتنعت بعدم رجوعه حتي يتم ابحاثه.. ولكن ظلت الجملة الهبلة تطاردني رغم فساد المناخ العلمي ورغم تدني ميزانية البحث العلمي والتي عرفتها من الصديق الدكتور مفيد شهاب حينما كان وزيرا للبحث العلمي وقال لي وقتها احاول ان اوقظ في الدولة الاهتمام بالعلم لان عندنا براءات اختراع وابحاثا علمية افرزتها عقول المصريين تستحق التواصل. أعود للشاب زويل.. تواصلنا بعد ذلك واقتنعت بأهمية بقائه هناك حتي يستفيد من مقدرة المجتمع هناك علي الانفاق ببذخ علي الابحاث كما كنا ننفق ببذخ أيام مبارك المجيدة علي مؤتمرات الحزب الوطني وزيارات جمال للقري! تحدثت مع زويل في الفن فقد سكنت أم كلثوم وجدانه عبر اذن شديدة المقدرة علي الاستماع اي انه سميع وان أم كلثوم صاحبته في معمله وفي حجرة مكتبه وكانت هي مصر في الغربة وهي الانيس والجليس في وحشة الغربة.. وارتفع اسم زويل ومعه اسم مصر بعد حصوله علي جائزة نوبل وأفردت له الاوبرا صالون زويل.. وحل علي المجتمع المصري ولم يعلم انه ضفر العلم بالفن لدرجة ان شبابنا من العلماء نحوا اليأس جانبا وتمسكوا بالفن رفيق رحلة البحث. وسافر زويل الي اسرائيل.. عالم مصري والحوجة للعلماء هي اقصي أنواع الحوجة ولم اعلق علي سفره كخطيئة كما فعل الاخرون ولكن أحسست بالخيلاء ان اسرائيل بكل علمها وكل ابحاثها وترسانتها النووية تتوصل الي الحوجة لعلم عالم مصري وهو نصر ما بعده نصر وكونه يوصل لها علمه فهو تنفيذ لكيمياء المصريين المنفردة والتي تفرق بين العداء وأهمية التواصل العلمي بل السيطرة بالعلم.. وعادل زويل الي مصر بعد الثورة، عاد بفكر جديد ينشر اجنحة جديدة علي ثورة التحرير ويدعمها وينأي عن الضرب تحت الحزام وغريزة حب البقاء التي يضرب بها زمن مبارك والعادلي مصر تحت الحزام ويواصلون ضرب الثورة من كل جانب وتترنح الثورة ولكنها لا تسقط تهتز فقط ثم تقف ويدعمها علم زويل.. وتضيء الصحراء المصرية أنوار العلم واصرار علي عصر جديد ويهل عام 2102 ومدينة زويل تتلألأ.. ويدعم العالم القادم من الخارج مدعما بنوبل عالميا وكيمياء المصريين العظماء تقوي عزيمته وحلم العلم يصعد الي سماء مصر لاغيا كل حزب للثورة ويظل الفن يوجه علم زويل حتي أراه مع الاعلامية الذكية مني الشاذلي يحول »الهارب« المصري القديم وأوتاره إلي علم يتحرك ليروي الوجدان. وأحلم لحفيدي حمزة أحمد فؤاد الصغير ذي العامين وشهور واحفادي علي عتبة الشباب جمال علي زهدي هندسة القاهرة ومأمون احمد شرف الهندسة الالمانية وجلال اشرف عبدالحليم طب القاهرة.. احلم لهم بأماكن للبحث والتواصل في مدينة زويل.. وأدعو في صلاتي للصغير حمزة.. ادعو فعلا بأن يلحق بصرح العباقرة الصغار في مدينة زويل العلمية ويضحك من حولي للدعاء الجديد احلم بمكان لا أعلم كيف يفكر فيه د. زويل لكل عبقري في مصر من الصغار سواء اطفال الشوارع تحت الكباري وفي العشش أو اطفال القطامية ونادي الجزيرة.. احلم بتكافل العلم، طفل عبقري قادر يكفل طفلا عبقريا غير قادر.. احلم بسلام مستنير وتنفيذ راق للاسلام وللمسيحيين ولكل قيم الاديان.. أحلم بجنيه العلم يدفعه كل مصري كما دفعنا معونة الشتاء التي سرقت ثورة العلم، محتاجة الي جيش من المهتمين والقادرين علي فهم قيمة العلم واهمية التغيير العلمي للحياة، جيش يقوده الجنرال زويل.. لتعود مصر هبة المصريين فهي ليست هبة النيل ولا تملوا هذه الجملة التي ارددها دائما حتي نهضمها ونعيها.. »النيل يجري في عشر دول فلماذا الحضارة هنا؟« انهم البشر الذين حولوا شاطيء الوادي الي عمارة وفنون وعلم مازال يعمل في ارض مصر حتي الان إنها كيمياء المصريين المنفردة. لا اجتر ما يحدث في مصر الآن من تراجع في احوال الثائرين والثورة ومن اختراق للثورة التي ابهرت العالم.. لا التفت للغل والحقد الدفين في كل رمز اثري وتوحش في ثرائه من العهد البائد والي كل شخص استمد قوته واستمد وجوده من امتصاص دماء الشعب.. لا اهتز بكل ذلك فلكل ثورة جوانب تشدها الي اسفل ولكن مصر اكبر وأعظم وسوف تتخطي كل هذا البلاء. دكتور زويل استمر فأنت تقدم لبلدك بهذا المشروع اقوي دفعة الي الأمام في كل المجالات حيث يشكل العلم خلفية لكل نواحي الحياة والعلم هو المنقذ من هوة الجهل وبالتالي التخلف وينقذ ثورتها من الذين لا يحتملون فكرة سقوطهم تحت براثن خيول الثورة التي حررت مصر وهم لا يصدقون أنهم سقطوا فعلا. قبل الطبع د. النواوي سلامة قلبك كان لقرار د. الجنزوري بضم أ.د. فؤاد النواوي لوزارته اسوأ الاثر علي نفسي فأنا أأتنس صحيا وأشعر بالسلامة تملأني لاكتمال المثلث الطبي الذي يرعاني وهم أ.د. مدحت الرفاعي. أ.د. فؤاد النواوي أ.د. شريف حافظ.. لذلك اعتبرت ان د. الجنزوري قصدني بالذات حينما لهلف الضلع الهام الدكتور النواوي.. واكتأبت حينما اصابته أزمة قلبية بعد استوزاره بأيام.. ولم يحتمل قلبه بالطبع مشاكل وأصانبير وزارة الصحة أما الطامة الكبري التي يقع عليها عبء الأزمة القلبية فهي التأمين الصحي الذي يعاني منه المواطنون الغلابة الأمرين، فلا هو تأمين ولا هو صحي، ولدي تفاصيل يندي لها جبين الطب من أول بقراط حتي مدرجات كلية الطب. ارجوك عد لنا سالما وقدم استقالتك من دار الفؤاد وسلمت لنا ولمصر ولوزارة الصحة رب يحميها!!