من حقنا أن نندهش ونتعجب لأرقام السياحة المذهلة التي تحققها بعض الدول السياحية. إن الأرقام المعلنة لحركة السياحة بهذه الدول والتي تصل إلي أكثر من 55 مليون سائح سنويا تستقبلهم بعض هذه الدول لابد وأن يسيل لها اللعاب وتدفع الي التساؤل عما ينقصنا لنيل جانب من هذه »الكعكة« رغم توافر الامكانات وعناصر الجذب السياحي، هذا السؤال أجاب عنه زهير جرانة وزير السياحة حيث أشاران الجانب الأكبر من سياحة هذه الدول وكلها أوروبية مثل أسبانيا وفرنسا تعتمد علي سهولة استخدام السيارات عبر الحدود البرية المشتركة في الإنتقال اليها من الدول الأوروبية المصدرة للسياحة. إن النسبة الأكبر من السياح الذين تستقبلهم هذه الدول تصل اليها بالسيارات باعتبارها الوسيلة الميسرة لخفض تكاليف الانتProxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=0ال بالطائرات. إن ما يشجعهم علي ذلك وجود حدود مشتركة تتسم بسهولة اجراءات العبور وطرق ممهدة تتوافر لها كل سبل القيادة المريحة الآمنة. ورغم هذه الحقيقة فان وزير السياحة يري أن أرقام السياحة الوافدة الي مصر في تصاعد مستمر وأنه من المتوقع أن ترتفع من رقم ال 5.21 مليون سائح حاليا الي 52 مليون سائح خلال السنوات القادمة اذا ما سارت معدلات الزيادة بالمستويات الحالية وبدون أزمات.
ما قاله وزير السياحة يقودنا الي مشكلة حقيقية تتعلق بالطرق التي تربط مصر بالدول المجاورة. في هذا المجال فإن لمصر حدودا برية مشتركة مع دول الشمال الافريقي من خلال حدودنا مع الدولة الليبية. إن التوصل الي مشروعات لتطوير الطرق البرية التي تربطنا بهذه الدول يمكن أن يساهم في زيادة حركة السياحة من الشمال الأفريقي، كما انه يمكن في نفس الوقت تنمية سياحة السيارات الاوربية العابرة للبحر المتوسط إلي تونس أو ليبيا ومنها الي مصر اذا ما توافرت لها الطرق الممهدة والآمنة.
وليست الطرق وحدها ومرافقها ماتحتاج اليه مشروعاتنا للارتفاع بالمعدلات السياحية وانما هناك ايضا الاحتياج الشديد لتطوير منافذ الدخول التي يجب ان تكون لائقة.. أحد الأمثلة علي ذلك منفذ السلوم الذي مازال دون المستوي رغم ما شهده من عمليات تطوير محدودة. تجهيز هذا المنفذ لا يجب ان يقتصر علي المباني التي مازالت دون المستوي وانما لابد ان تشمل ايضا البشر وتسهيل الاجراءات بالنسبة للسائح وفترة عبوره الي داخل الحدود المصرية بسيارته وفقا للقوانين الدولية المعمول بها. وما ينطبق علي منفذ السلوم ينطبق ايضا علي المنافذ البحرية في خليج العقبة والبحر الأحمر التي تستقبل السياح العرب. ان اعداد هؤلاء السياح الوافدين بسياراتهم مازال دون المستوي نتيجة مشاكل النقل بالعبارات وتعقيدات الاجراءات. لعل ما يؤكد هذه الحقيقة ما تبين من تأثيرات ايجابية علي حركة السياحة الوافدة الي مصر بعد افتتاح منفذ مطار القاهرة الجديد الذي يعد بكل المقاييس نافذة حضارية مشرفة ساهمت في التشجيع علي زيارة مصر. من ناحية أخري فان التطلع الي مضاعفة حجم الحركة السياحية الي مصر يتطلب مزيدا من العناية بالمرافق العامة وايجاد حلول لمشاكل المرور في شوارع القاهرة واقامة المراكز التجارية والترفيهية في المناطق السياحية الجديدة والارتفاع بمستوي التوعية بأهمية السياحة ليس في أوساط المواطنين فحسب وانما بالنسبة للعاملين في الأجهزة الرسمية التي تتعامل مع السياح. ان تحقيق النهضة السياحية المتكاملة وصولا الي حجم حركة سياحية تحقق دخلا وافرا لمصر مرهون بالتنسيق والتعاون بين كل الأجهزة من أجل ضمان تقديم خدمة مميزة جاذبة للسياح.2