تتعرض السياحة "الاستشفائية" العلاجية بمصر لما يشبه بالموت الاكلينكي نتيجة للعديد من المعوقات والعراقيل التي تعوق ازدهار هذا النوع الواعد من السياحة، ورغم وجود كل مقومات هذا النوع في مصر إلا أن العائدات الخاصة بالسياحة العلاجية لا تتعدي 400 مليون دولار فقط، وهو رقم هزيل خاصة اذا ما قورن حجم الانفاق العالمي علي السياحة العلاجية في العالم الذي يتخطي 56 مليار دولار.. وتقول الأرقام إن هناك دولار لا تملك ثلث المقومات الموجودة بمصر وتحقق أضعاف أضعاف ما تحققه مصر من دخل السياحة العلاجية.. بل وحجزت لنفسها مكانا بين الكبار في خريطة السياحة العالمية مثل تونس التي تحتل المركز الثاني عالميا في ترتيب الدول الاكثر جذبا للسياحة الصحية وسط غياب تام لمصر رغم ما حباها الله به سواء بشواطئ البحر الأحمر أو بأسوان وواحة سيوة وغيرها من الأماكن بالإضافة إلي الرمال والشمس والعيون الكبريتية والاعشاب الطبية المتنوعة. أوصي الخبراء بانشاء هيئة متخصصة تضم ممثلين من جميع الجهات المتخصصة "وزارتي الصحة والسياحة ونقابة الاطباء وشركات السياحة والفنادق" لاعداد منظومة متكاملة لطرح برامج متخصصة في السياحة العلاجية طبقا للأسواق المختلفة وذلك في ضوء الدراسات التي تقوم بها هذه الهيئة للوقوف علي أنسب البرامج التي يحتاج إليها السائح، وتكشف دراسة حديثة أنه بالرغم من المزايا المتعددة التي تملكها مصر في مجال السياحة العلاجية إلا أنه مازالت هناك مجموعة من العقبات والتحديات أمام تنشيط السياحة العلاجية في مصر وأهمها صعوبة وصول الخدمات المميزة مثل الخدمات الصحية حيث تعان نقصا في الاطباء ذوي الكفاءات بالإضافة إلي صعوبة توافر التخصصات الطبية المطلوبة في السياحة العلاجية خاصة الأمراض الجلدية بالاضافة إلي عدم توافر المستشفيات اللازمة التي تتضمن تخصصات دقيقة في أماكن السياحة العلاجية. وكما يؤكد وزير السياحة زهير جرانة فإن السياحة العلاجية كمنتج جديد له أهمية اقتصادية كبيرة خاصة أن السائح العلاجي يمتاز عن السائح العادي بطولة إقامته في مكان العلاج وتتراوح ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع وقد تصل إلي خمسة أو ستة أسابيع وغالبا ما ينصح الاطباء هؤلاء السائحين بالراحة مدة عشرة أيام أخري أو أكثر قبل العودة إلي أعمالهم وهذه المدة الاضافية يقضيها أكثرهم كسائحين عاديين. مشيرا إلي أن الوزارة تحرص علي الاهتمام بتقديم الدراسات والبحوث الخاصة بالانماط السياحية الجديدة لجذب العديد من السائحين بمختلف شرائحهم وبما يتفق مع الامكانيات والثروات التي تتمتع بها مصر. حالة حرجة ويعترف سامي محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة ان السياحة العلاجية في مصر تمر بحالة حرجة للغاية، مؤكدا أنه حتي الآن لا توجد منظومة يمكن علي أساسها الترويج لمثل هذا المنتج الذي يتميز بجذب نوعية من السائحين ذوي الانفاق العالي ويشير محمود إلي أن أكثر من 11 مليون سائح من مختلف دول العالم يسافرون إلي العديد من الدول سنويا بهدف السياحة العلاجية وينفقون 56 مليار دولار نصيب مصر منهم لا يتعدي 250 ألف سائح ينفقون حوالي 400 مليون دولار. لافتا إلي أنه لابد من الاعتراف بأن هناك مشكلة كبيرة تواجه السياحة العلاجية في مصر وان هذا الاعتراف يعتبر بداية الطريق الصحيح للوصول إلي منظومة متكاملة يمكن من خلالها تحقيق طفرة في مجال السياحة العلاجية وأكد ضرورة أن تبدأ تلك المنظومة بوزارة الصحة وذلك من خلال تحديد معايير للجودة العالمية علي المستشفيات ووضع برامج محددة للامراض والعمليات الجراحية المختلفة التي يمكن طرحها من خلال شركات السياحة.. وبعد ذلك يأتي دور وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحي للترويج لهذا المنتج المتكامل الذي يحظي بثقة السائحين والطالبين للعلاج من خلال رعاية ومراقبة وزارة الصحة. وتقول نعمة توفيق مسئول السياحة العلاجية بهيئة تنشيط السياحة إنه سيتم قريبا توقيع برتوكول بين وزارتي السياحة والصحة لوضع منظومة متكاملة للسياحة العلاجية والارتقاء بمستوي الجودة طبقا للمعايير الدولية في المستشفيات المصرية حيث تم تطوير 15 مستشفي ويجري حاليا تحديد عدد من الفناديق الصحية.