(مونتي كانت - ايطاليا) و(بادن بادن - المانيا) و(كارلو فيفاري - التشيك) وأنا اصلان - رومانيا) و(لاروش - فرنسا) و(البحر الميت - الأردن -إسرائيل) تلك أشهر المصحات الاستشفائية البيئية علي مستوي العالم ويخلو منها اسم أي منطقة في مصر علي الرغم من أن المصريين استغلوا عيون مياه حلوان منذ اكثر من مائة عام للعلاج وبالتحديد عام 1899 إلا أن تطور هذا النمط في الدول السياحية لم يوافقه نفس التطور في مصر التي تنتشر بها نحو 1356 عينًا وبئرًا معدنيًا وكبريتيًا.. ولم تكن رمال مصر أقل ثراء من مياهها فكأنما اراد الله أن تستغل الرمال التي تفجرت فيها هذه الثروة المائية بقيمتها العلاجية المتفردة لاحتوائها علي نسب مأمونة ضد العناصر المشعة وتعتبر مدينة "سفاجا" اكثر المناطق المؤهلة لحفر اسمها كمدينة استشفائية علاجية وسط الأسماء العالمية هذا ما يؤكده عمار راسم الخبير السياحي لان "سفاجا" محاطة بالجبال المرتفعة من جميع النواحي وهو ما يجعلها حائط صد طبيعي ضد الرياح والعواصف الرملية مما يجعل جو المنطقة نقيا تماما من الشوائب العالقة التي من شأنها تشتيت اشعة الشمس فوق البنفسجية وامتصاص جزء منها مما يساعد في علاج امراض الصدفية يقول الخبير السياحي إن الشاطئ في تلك المنطقة علي هيئة خليج وبالتالي فإن المياه تكون هادئة تمامًا ومع عدم وجود أمواج تعمل المياه كمرآة عاكسة للأشعة فوق البنفسجية علي سطح الأرض ويشير راسم إلي أن ملوحة المياه بالمنطقة عالية جدًا بزيادة تصل إلي 35٪ عن باقي البحار نظرًا لكثافة الشُعب المرجانية بها والتي تزيد من كثافة المياه فمن يسبح في هذه المنطقة يطفو بسهولة علي سطحها وينتج عن ذلك أن قوة الجاذبية الأرضية تقل مما يؤدي إلي تحسن ملموس في نشاط الدورة الدموية داخل الجسم وبالتالي فإن كمية الدم التي تصل إلي الجلد تكون مرتفعة وفي نفس الوقت يحدث توازن بين كمية الملح داخل جسم الانسان وكمية الملح خارجه مما يسرع من الشفاء ويوضح راسم أن سفاجا تتميز أيضًا برمالها السوداء لأن بها 3 مواد مشعة بنسب غير ضارة هي اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم اضافة إلي وجود نسب عالية من الأملاح والمعادن تشمل كل العناصر الطبيعية المعروفة مع ارتفاع كمية املاح الذهب التي تستخدم لعلاج الروماتويد كما تفيد الرمال السوداء في علاج الالتهابات المفصلية العادية والحادة والتورم والارتشاح (مياه المفاصل) وعلاج الالتهابات الجلدية المصاحبة لهذا المرض وعلي الرغم من هذه المقومات تتفوق منطقة البحر الميت علي "سفاجا" بفضل التنشيط السياحي لهذه المنطقة من كل من إسرائيل والأردن ويكفي أن نعلم ان الأردن وصلت عوائدها العام الماضي من السياحة الاستشفائية في البحر الميت 1.5 مليار دينار أي ما يعادل 2 مليار دولار وهو رقم مرتفع للغاية مقارنة بحجم عوائد السياحة الاستشفائية في مصر والتي لا تصل لرقم يذكر في العوائد السياحية الاجمالية للمقعد المصري التي تحتل فيه السياحة الترفيهية 60٪ من عوائده والباقي يوزع علي السياحة الثقافية مع مشاركة ضئيلة من باقي الأنماط. سامي محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة يؤكد أن مصر مقعد ثري بمقومات الاستشفاء البيئي وهو ما جعل هيئة تنشيط السياحة تتبني بالتعاون مع وزارة السياحة مشروعًا جديًا للنهوض بالسياحة الاستشفائية في مصر وتحقيق الجودة المطلوبة مؤكدًا أن المشروع تضمن انشاء وحدة خاصة للسياحة الاستشفائية بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل الفنادق وشركات السياحة ووزارة الصحة.