إنشاء بنية أساسية سياحية وفقا لأرقي المعايير الدولية وفي اطار إنشاء بنية تحتية شاملة.. لابد أن تكون سياسة مصرية ثابتة تهدف إلي تنويع المنتج السياحي وتقديم أنماط سياحية جديدة واستحداث مناطق ومقاصد سياحية مصرية متنوعة، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في زيادة حركة التدفقات السياحية الدولية إلي مصر، وتمضي هذه السياسة جنبا إلي جنب مع التوسع في مشروعات وخطط التنمية السياحية التي من شأنها زيادة الطاقة الفندقية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد السائحين، خاصة وأن مصر تعد الآن الدولة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في استقطاب الاستثمارات الأجنبية في مجال السياحة لتوافر جميع مقومات الاستثمار الناجح في صناعة السياحة وهذا ليس كلامي وانما هو تقرير منظمة السياحة العالمية. وتنطلق هذه الخطط جميعا من الوعي العميق بأهمية صناعة السياحة بالنسبة لمصر ودورها المهم والحيوي، ليس فقط علي الصعيد الاقتصادي وانما أيضا علي الصعيد الاجتماعي والثقافي، حيث تسهم السياحة في تعميق الروابط الحضارية والانسانية بين الشعوب، وتظهر للعالم خصوصية الثقافة والحضارة المصرية التي تتسم بالتسامح والتعايش والاخاء مع كل الشعوب. ومن منطلق البحث الدائم عن مصادر سياحية جديدة كان الاهتمام مؤخرا بمنطقة الاسكندرية والساحل الشمالي ومرسي مطروح وهو الاهتمام الذي يسعي إلي تجاوز الكتل الخرسانية التي عانينا منها كثيرا ونحن نراها كتلاً صماء غير ذات نفع ولا عائد، وكأننا دفنا فيها مليارات الجنيهات التي تحولت من كنز ونعمة كبيرة إلي نقمة. والاسكندرية بلد سياحي يملك كل المقومات بفضل جهود القدوة الطيبة محافظها اللواء عبد السلام المحجوب، وهي الجهود التي حولتها من مدينة عتيقة مترهلة إلي مدينة شابة تزهو بجمالها ورونقها وقد بدأ فصل الربيع وبدأ توافد السياح علي الاسكندرية، ولاشك أن الجهود التي يبذلها المحافظ والعاملون معه هي السبب المباشر في زيادة حركة السياحة في مدينة الاسكندرية حتي وصل الأشغال بها الآن لأكثر من 70% وارتفع التسعير بها إلي 300 دولار في اليوم واسم الاسكندرية لا يحتاج إلي تسويق كبير وهذا ما سهل الاقبال السياحي عليها مما يهدد بظهور مشكلة وفرة سياحية بالعاصمة الثانية، وذلك أن الطاقة الفندقية الآن علي حجم الوارد السياحي الحالي ولكي تنهض الاسكندرية سياحيا لابد من زيادة الغرف الفندقية حتي تصل إلي ما يليق بهذه المحافظة الخلابة. كل ما ينقصنا الآن هو التحرك لبناء مواقع سياحية ترفيهية علي الشاطئ لتحويل المنطقة إلي منطقة جذب سياحي تذخر بالكنوز الطبيعية والبحرية كما أن بها آثارا حضارية وتاريخية فريدة مع توافر عناصر البنية الاساسية من مطارات وطرق وشبكات اتصال. ولاشك ان دعوة وزير السياحة إلي تبني فكرة اعتبار يوم 21 مارس من كل عام يوما لسياحة الساحل الشمالي هي فكرة سوف تدفع بالاسكندرية ومطروح خطوات أوسع علي طريق التحديث والتنمية السياحية. وإذا كانت البنية الأساسية للاسكندرية الآن لا تستوعب أكثر من عشرة آلاف سائح، لذا فلابد من تكتل كل الجهود لمواجهة تحديات السوق العالمي، كما أن التسويق بشكل جيد للمدينة يستدعي سرعة بناء فنادق جديدة ومنشآت فندقية أكثر بما يتناسب مع الخطط الطموحة للاستفادة سياحيا من الاسكندرية خاصة والساحل الشمالي عامة.