رغم كل الأمنيات الطيبة التي راودت خيال الكثيرين في مصر والمنطقة والعالم في مثل هذا اليوم من بدايات العام الماضي 2011 وبالرغم من كل التطلعات المتفائلة التي دارت في رؤس معظم البشر من سكان العالم، مع تباشير ذلك العام، الذي كان جديدا في حينها، وانتهي بالأمس،..، إلا أن أحداً منا أو من غيرنا لا يستطيع أن يزعم، أنه كان يتوقع علي الإطلاق وقائعه وأحداثه الجسام التي غيرت وجه الحياة ومصائر البشر في منطقتنا وما حولها. نقول ذلك في إطار تقرير الواقع الذي يؤكد، أن أحداً، لا يملك حق الإدعاء بأنه كان يستطيع، مهما أوتي من بصيرة نافذة، أو قدرة علي استشراق آفاق المستقبل، أن يدرك أن المنطقة ومصر في قلبها ومركزها، علي مشارف زلزال هائل، وثورة عارمة، تطيح بكل ما هو قائم، وتطوي صفحة ما كان موجوداً وحاضراً، طوال الثلاثين عاماً الماضية، وتحوله في أيام معدودات الي أثر بعد عين. ونقوله، ونحن نخطو خطواتنا الأولي في عام جديد، استقبلنا تباشيره، مع إشراقة شمس اليوم، تحدونا آمال عظام، وطموحات لا حد لها في واقع جديد وغد أفضل، ننعم فيه بثورة الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . ونحن في هذا اليوم، ومع بدايات عامنا الجديد، نقول بوضوح لا يقبل اللبس، أننا برغم ترحيبنا الكبير بالزلزال الذي هز مصر والمنطقة، في العام الماضي، وتقديرنا البالغ للثورة العظيمة التي فجرها الشباب والتف حولها الشعب، وحماها جيش مصر الباسل،..، وبالرغم من الأمل الذي نتمناه مع الكل، أن يكون عامنا هذا، هو عام الخير والسلامة لمصرنا الحبيبة،..، إلا أننا نؤمن إيمانا قاطعاً بأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. وانطلاقا من ذلك، نقول دون تردد، أننا مطالبون اليوم، وطوال الأيام القادمة، أن نبدأ فوراً في وضع نهاية لجميع الظواهر السلبية التي طفحت علي السطح خلال الشهور والأسابيع الماضية، والمتمثلة في الخروج علي القانون، والانفلات الأمني والأخلاقي، وتوقف عجلة الإنتاج، وتدهور حالة الاقتصاد. كما أننا مطالبون أيضا، بإنهاء حالة الانقسام القائمة بين جميع القوي والفعاليات والنخب السياسية، والالتزام بالتوصل الي توافق عام، حول المبادئ الأساسية، اللازمة لتحقيق الخروج الآمن بمصر، من عنق الزجاجة، التي هي فيه الآن، والوصول بها الي بر الأمان، بما يكفل لها الانطلاق الي أفاق المستقبل الواعد، في ظل دولة العدل والقانون والديمقراطية وحقوق الإنسان . فهل يتحقق ذلك ؟!.