لم يكن يخطر علي بالي أن الإعلام سيتحول إلي ساحة »يبرطع« فيها المنافقون والانتهازيون، والذين يجيدون »النطنطة« و»الحنجلة« و»اللعب ب الثلاث ورقات«. ولم أكن أتصور أن يوما سيأتي، يصبح فيه »الهلافيت« مفكرين. و»السناكيح« فلاسفة.. و»الجهلة« حكماء.. وان بعض الفضائيات والصحف الخاصة والقومية، ستتحول إلي منابر يطل منها أولئك جميعا بعد ان تحولوا بقدرة قادر إلي ثوار ومناضلين. أعرف كثيرين كانوا ينحنون إجلالا، واحتراما، وخضوعا أمام أحمد عز، ويسبحون بحمد جمال مبارك، ويتغنون بجرأة ونزاهة زكريا عزمي، ويركعون أمام صفوت الشريف ويضربون الأمثال بعبقرية حبيب العادلي.. وأراهم الآن يلبسون جلاليب الثوار، ويشيدون بالبلطجية، والصّيع، والحرامية والمراهقين الذين يضربون رجال الأمن والقوات المسلحة بالطوب وزجاجات المولوتوف المشتعلة، ويحرقون المؤسسات والمرافق العامة والممتلكات الخاصة، وينهبون المحال التجارية، ويقطعون الطرق، ويثيرون الرعب والذعر في الشوارع.. ويعتبرونهم ثوارا وأبطالا. إن هؤلاء »الهلافيت« و»السناكيح« و»الجهلة« و»الانتهازيين« و»المرتزقة« المتواجدين في عددمن المؤسسات الإعلامية هم الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن مصر، ومستقبل شعبها.. ولا فرق بينهم وبين الذين حرقوا المجمع العلمي، وحاولوا إحراق مبني مجلس الوزراء ومجلس الشعب، ويطالبون أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالتنحي وتسليم السلطة إلي أشخاص مشكوك في وطنيتهم وولائهم، ومتهمين ببيع مصر إلي أعدائها!!