أم الأولاد تنادي بالديموقراطية للبلد، لكنها تضيق بممارستها في البيت، فقد انتفضت ضد ما كتبته في المقال الماضي، وطالبتني، ولن استخدم لفظ آخر بالتراجع فورا عما كتبت وأن أعلن توبتي وندمي وتبرؤي من هذا المقال المدسوس. سبب هذه الانتفاضة أن المدام استشعرت أنني أصبحت مهيجا للرأي العام تماما مثل إخواننا الذين لا هم لهم سوي اللف علي الفضائيات مساء كل ليلة، وبقدر قدرتهم علي استثارة مشاعر الناس، واشاعة روح القنوط، والضيق والضجر والقلق علي بكره، بقدر ما زاد الطلب عليهم، وبقدر ما زادت العوائد.. والخلاف بيني وبين زوجتي بسبب تشخيصي لوضع رأيته يتعلق بخروج من قدموا أنفسهم للرأي العام علي أنهم ثوار، من مولد البرلمان بلا حمص، وخطورة ذلك علي استمرار دوافع النشاط لديهم في الشارع بدلا من تفريغها تحت قبة البرلمان. أمنياتي الشخصية أن تكون كل القوي ممثلة تحت قبة البرلمان تطرح رؤاها، والشعب هو الذي يحكم عليها مع أول انتخابات. اعتراضات المدام تبلورت في تساؤلات تدور حول أسماء الثوار الذين أراهم أهلا للنجاح ودخول البرلمان، وهل هم بالفعل من قاموا بها أم من تاجروا بها؟ كما تساءلت عمن يعتصمون بميدان التحرير منذ أيام والبلد علي شفا حالة افلاس كامل، وهل اعتبرهم ثوارا أم لا؟ تساؤلات تحمل في طيها إجابات. راضية يا مدام؟!