رضا محمود أطفال الشوارع الذين رأيناهم خلال أحداث الأسابيع والأيام الماضية هم نتاج سياسة السلب والنهب التي مارسها النظام الفاسد وأعوانه بانتظام وحرفية إجرامية عالية طوال ثلاثين عاماً.. هؤلاء الفجرة تفرغوا لهبش كل ما تطاله أيديهم من ثروات البلاد حتي تضخمت خزائنهم، في الوقت الذي أهملوا كافة القطاعات الحيوية وأهمها التعليم والصحة بحجة العجز عن تدبير الأموال التي تحتاجها. ما رأيناه علي شاشة التليفزيون وفي المؤتمر الصحفي للمجلس العسكري من نماذج للأطفال والبلطجية والعاطلين ما هو إلا انعكاس لثورة الجياع التي أري أن شرارتها قد انطلقت بالفعل.. فأمثال هؤلاء وجدوا الفرصة متاحة للحصول علي مئات والآف الجنيهات بجهد بسيط لإنجاز مهمة رأوها أيضاً بسيطة وهي مهمة إحراق مصر!. لا ألتمس عذراً لهؤلاء، لكنني أزعم أنهم عندما شاركوا في إحراق المجمع العلمي وحرق وتدمير غيره من مباني الدولة لم يدر بخلدهم علي الإطلاق أنهم يحرقون الوطن، بل إنهم في رأيي قد قبلوا هذه المهمة القذرة انتقاماً من الذين أهملوهم ودمروهم وتركوهم فريسة سهلة لكلاب الشوارع تنهش في أجسادهم وأعراضهم!. المقبوض عليهم وغير المقبوض عليهم من الأطفال والعاطلين هم القنبلة التي تركها مبارك لكي تنفجر في وجوهنا عندما يأتي اليوم الذي نفيق فيه ونتحرك لإعادة بناء مصر المحترمة. ثورة الجياع قد بدأت بالفعل منذ بدأت تنتشر حوادث سرقة السيارات والتعدي علي الممتلكات العامة والخاصة وتهديد وترويع الآمنين في الشوارع والبيوت، واكتملت بأحداث البالون وماسبيرو ومحمد محمود وقصر العيني.. لكننا لم ننتبه!.