وسط المتابعات الاعلامية للاشتباكات الدامية بين الجيش والمتظاهرين بشارع القصر العيني وميدان التحرير بحثت عن موقف ايجابي واحد للأحزاب والقوي السياسية ومرشحي الرئاسة في اتجاه التهدئة ووقف أعمال العنف من الجانبين فلم أجد.. مجرد بيانات تدين العنف وتتحامل علي القوات المسلحة والمجلس العسكري حتي أصبحت علي قناعة أن القوي السياسية تتلاعب بمشاعر شباب الثورة والمتظاهرين لتحقيق أهدافها غير عابئة من قريب أو بعيد بمصلحة مصر! الإخوان المسلمون وحزبهم »الحرية والعدالة« علي سبيل المثال الذي كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية حتي الآن أنه يتجه للفوز بأكبر عدد من مقاعد برلمان الثورة كان أهم ما يشغلهم في هذه الأحداث ألا تؤثر علي المرحلة الثالثة للانتخابات فراحوا يحذرون من أي قرار بوقفها أو تأجيلها.. وتناسوا أن فوز »الحرية والعدالة« بأكثر من 04٪ من أصوات الناخبين حتي الآن يفرض عليه مسئولية وطنية تقضي بأن يتحرك بأقصي سرعة لوقف المواجهات بين الجيش والمتظاهرين.. أم أن التحرك في الشارع لا يكون إلا لتوزيع السكر والزيت والأرز فقط سعيا وراء أصوات الغلابة وسكان العشوائيات ؟ الأحزاب والتيارات السياسية الأخري ارتكبوا نفس الخطأ.. اكتفوا بالبيانات ولم يتحركوا لوقف نزيف الدم ثم انشغلوا بتنقل قياداتهم بين الفضائيات لادانة القوات المسلحة وتناسوا أن ما قام به المتظاهرون والمعتصمون أمام مجلس الوزراء لا يمكن السماح به في أي دولة في العالم.. أي ديمقراطية تسمح بمنع رئيس الوزراء من دخول مكتبه.. أو الاعتداء علي مجلسي الشعب والوزراء وحرق واحد من أهم المباني الأثرية في مصر.. المجمع العلمي الذي يضم حوالي 002 ألف كتاب أهمها وصف مصر؟ أي ديمقراطية يستخدم فيها البلطجية وأطفال الشوارع وقودا للتخريب والدمار والاعتداء علي القوات المسلحة؟ وبعد ذلك لا تريدون للجيش أن يتدخل.. ألم تروا ما فعله الجنود الامريكان بمعتصمي »وول ستريت« في أعظم ديمقراطيات العالم ؟