ليس في الامر جديد، فالمبادرة العربية لحل الازمة السورية، وصلت الي طريق مسدود. دمشق من جهتها ليست في وارد، التوقيع علي البروتوكول الخاص. بعمل مراقبي الجامعة. في ظل مطالب غير مقبولة، من اللجنة العربية المخولة بالعمل في هذا الاطار. رغم ان معظمها شكلي. مثل توقيع الاتفاق في دمشق بدلا من القاهرة مقر الجامعة .او المطلب الخاص برفع العقوبات المفروضة علي الحكومة السورية، فور التوقيع. ومنها ما هو اقتصادي، مثل تجميد الارصدة السورية في البنوك العربية. ومنع رحلات الطيران، وسفر كبارالمسئولين. رغم ان العقوبات، كانت نتيجة المماطلة والتسويف، من قبل دمشق. ويبدو من خلال رصد المواقف العربية، ان بعضها متحفظ علي العقوبات الاقتصادية. وقد اعلنت عدم التزامها بها. نظرا لتشابك المصالح، بحكم الجوار، مثل لبنان، والعراق، وحتي الاردن. والبعض الآخر متحفظ، علي سلم العقوبات المتوقعة، في الفترة القادمة. ومتخوف من السير، باتجاه تدويل الازمة، ومنها دول مهمة. ولايستهان بموقفها،و في المقدمة منها مصر والجزائر وسلطنة عمان. والقائمة مرشحة للتزايد، وجميعها علي قناعة، بان تأثيرات مثل هذا التدخل، ستكون" كارثية" علي المنطقة. بفعل التشابك بين سوريا، وعدد ليس قليلا من الملفات العربية المهمة. مثل الوضع في العراق، خاصة مع خروج القوات الامريكية نهاية هذا الشهر. والملف اللبناني، والوضع هناك "هش" بشكل مأساوي، ووجود قوي مهمة وفاعلة، مازالت تدعم بشار الاسد، خاصة حزب الله. ناهيك عن وجود اسرائيل في المعادلة، وامكانية اللجوء الي اشعال الجولان. وهو الذي يتمتع بهدوء منقطع النظير. منذ حرب اكتوبر 1973.مما يربك كل الحسابات .وكذلك ايران، التي تدرك سلبيات غياب حليفها الاستراتيجي في دمشق. علي الصراع بين طهران والغرب. ولعل ادراك دمشق، لما تملكه من اوراق، بالاضافة الي التماسك الظاهري للنظام. مقارنة بالانهيار السريع، للدائرة الضيقة المحيطة بالقذافي، يساعد في تصلب النظام. باتجاه ادارة العرب للازمة السورية. وتحفظه علي كثير مما تم اتخاذه، من قرارات من الجامعة العربية. ويدفعنا ذلك الي البحث عن بدائل، تضمن وقف نزيف الدم. وتمنع ارتفاع معدلات سقوط الشهداء والجرحي، الذي زادت في الاونة الاخيرة، ويحافظ علي استقرار سوريا والمنطقة. وكانت البداية في التفكير بالدور العراقي. خاصة مع العلاقات المتميزة لبغداد مع دمشق. واستضافة سوريا للمالكي، اكثر من 15 عاما. اثناء معارضته لنظام صدام حسين واحتمالات نجاح الوساطة العراقية محدودة. خاصة انها تقتصر علي اقناع بشار، بالتوقيع علي البروتوكول. ولم يخرجنا ذلك، عن الدوران داخل المبادرة العربية، دون ان نغادرها. ويدفعنا ذلك الي اقتراح طرح مبادرة خليجية للحل . وقد لمح الي ذلك الامير سعود الفيصل. ولعل انعقاد قمة مجلس التعاون في الرياض، غدا الاثنين. فرصة في الاعلان عن بنودها. وأري ان هذا هو الاسلوب المناسب، علي خلفية نجاح مجلس التعاون .حتي الان في إعادة الاستقرار الي اليمن .وتوفير خروج آمن للرئيس صالح. وفقا لخطوات اظهر الجميع حزب حاكم، ومعارضة، التزاما واضحا ببنودها. وفقا لرعاية دولية من الاممالمتحدة .ومن مجلس التعاون الخليجي. صحيح ان الامور لن تكون سهلة، خاصة وان دول الخليج قامت بسحب سفرائها، من العاصمة السورية منذ فترة. كما ان هناك خلافات بين سوريا وقطر. واتهامات لرئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم، بقيادة الحملة ضد سوريا. واتهامات اكثر خطورة، علي لسان ملك البحرين، بتدريب سوريا لعناصر من المعارضة البحرينية. للقيام بعمليات تخريب في البحرين. للتغطية علي الاحداث في دمشق. ومع ذلك كله اعتقد ان سوريا، تستحق اكثر من محاولة، لحفظ دماء شعبها، واستقرار المنطقة.