عملية نظيفة مية مية.. لم يفلح أحد في فض الاعتصام أمام مجلس الوزراء حتي يتمكن الدكتور الجنزوري ووزراؤه من دخول المبني.. واستعادة ذكرياته القديمة في المبني الذي خرج منه غدرا ذات يوم من أيام أكتوبر 9991. الأمن ليس قادرا علي فض الاعتصام.. والعنف لن يكون الوسيلة.. بل يمكن أن يتحول إلي كارثة. ما الحل اذن.. جاءت الفكرة.. سيدة تبدو عليها ملامح الطيبة.. موجود منها بالعشرات في مكاتب الريجيسير الذي يجهز الكومبارسات لأفلام السينما. ترتدي السيدة عباءة سوداء وطرحة بيضاء لزوم الفيلم.. وترسم ابتسامة عزيزة حلمي أشهر أم في السينما المصرية. ثم تشد علي أيادي الشباب وتشجعهم علي اعتصامهم.. وفي نهاية الزيارة تقدم لهم ألف رغيف حواوشي يرمُون بها عظامهم. الحواوشي أكله مصرية شهيرة.. اخترعها في السبعينيات صاحب أحد المطاعم في وسط القاهرة يحمل نفس الاسم.. المفترض أنها لحم مفروم.. متبل.. مشطشط.. يوضع في رغيف بلدي ويلقي في الفرن ملفوفا بورق جرايد.. كان زمان مطبوعا أما الآن فهو غير مطبوع. الحواوشي في مصر تجده في بعض الأماكن بخمسين جنيه والله العظيم هذا حقيقي وتجده بثلاثة جنيهات للرغيف.. ولك أن تقدر بنفسك السر وراء هذا التفاوت الكبير في الأسعار. طبعا ستقول ان الفرق هو نوعية اللحم الموجود.. أقول لك صحيح.. ولكن إذا كان ما بداخل الرغيف هو لحم أصلا. المهم أن السيدة نيابة عن الناس الذين خططوا من قبل موقعة الجمل جاءت أول أمس لتنفيذ موقعة الحواوشي.. وزعت الأرغفة الساخنة علي الشباب وتركتهم متمنية لهم التوفيق.. وبعد أقل من ساعة أمسك الكل بطنه.. وأفرغ ما فيها.. وأغمي علي البعض.. وتم نقل البعض إلي المستشفي.. وقيل إن هناك شابا توفي شهيدا للحواوشي.. وحتي ان لم يحدث هذا.. فإن الرسالة وصلت.. والخطوة القادمة معروفة. موقعة الجمل.. ثم موقعة الحواوشي.. تري ما الموقعة القادمة؟