لماذا نصر علي أن تكون الانتخابات البرلمانية معركة بين المسلمين والكفار.. كأننا في فيلم فجر الإسلام.. الذي يظهر فيه المسلمون دائما ضعفاء فقراء، والكفار أشداء أغنياء. لماذا تحاول دائما أن نصف المتنافسين انتخابيا علي أنهم فريقان.. فريق يرفع راية الإسلام والآخر يرفع راية الفجر والفسوق والعري والخمر والقمار.. المسألة ليست كذلك بالمرة.. مصر كلها مسلمة.. حتي مسيحيوها عاشوا مع الإسلام قرونا طويلا كانت هي الأكثر أمانا ورخاء بالنسبة لهم.. وتميزوا عن كل مسيحيي العالم بأن ثقافتهم إسلامية.. ولم يشكوا من ذلك. المعركة الانتخابية الحالية كانت من المفروض أن تكون معركة بين نظام قديم وآخر بني علي انقاضه بعد أن قامت ثورة الشعب في يناير.. كانت من المفروض ان تكون معركة بين جيل وجيل آخر.. كانت من المفروض أن تكون معركة بين فكر وفكر آخر.. لكنها تحولت بقدرة قادر إلي معركة بين من ينادي بتطبيق الشريعة ويغالي فيها ويزايد عليها وبين من ينادي بدولة مدنية ديمقراطية حديثة لا خلط فيها بين الدين والسياسة وهذا لا يعني إلغاء الدين أو إلغاء السياسة. المعركة الانتخابية الحالية تحولت تماما عما كنا ننادي به.. وما كان ينادي به شباب الثورة.. هي فعلا معركة أخري غير تلك التي كنا نحلم بها.. وما كنا نتخيل ان تكون عناوين الصحف مكررة ومملة تدور حول موضوع واحد وهو صعود الإسلام السياسي.. اكتساح الحرية والعدالة والنور للمقاعد البرلمانية.. وكأننا عدنا مرنا أخري إلي غزوة الصناديق التي تحدث عنها الشيخ الجليل الذي اعتذر عنها فيما بعد. لننظر إلي البرلمان الجديد علي أنه يمين ويسار.. شباب وشيوخ.. فلول وثوريون.. ولكن أرجو ألا ننظر إليه علي أنه مسلمون وكفار. الكل يحب مصر فلا تكرهوا البعض فيها.. الكل يريد أن يخدم مصر فلا تجعلوا البعض يفكر في الرحيل منها.. الكل هنا في مصر.. والكل سيبقي هنا في مصر.