قال عبد الراضي / في الأسبوع الماضي / توكلت علي رب الأنام / رغم إصابتي بالبرد والزكام / وأخذت معي المدام / وأبنائي والبنات / وذهبنا إلي صناديق الانتخابات / في مدرسة أولادي / بمنطقة المعادي / ففوجئنا بجمع غفير / يقفون في عدة طوابير / أحدهم ينتهي في ميدان التحرير / والثاني ينتهي في ميدان سفير / والثالث في ترب الغفير / وقد أصر كل كبير وصغير / علي المشاركة في تقرير المصير / وضخ دماء التغيير / وفوجئت بعجوز تجاوزت الثمانين / فسألتها : من تنتخبين ؟ / فقات : هو فيه غيره / ربنا يكتّر خيره / فسألتها : من تقصدين / من السادة المترشحين ؟! / إوعي يكون من الفلول المنبوذين / أو من الراشين والمرتشين / فقالت : فشر أنا قصدي الزعيم الناصر / جمال عبد الناصر / فقلت : لقد مات من سنين / يا بنت الناس الطيببين / قالت : إذن سأنتخب محمد علي / ليعلو بنا ويعتلي / وسأنتخب الوطني الفاضل / مصطفي كامل / فهو شاب في الثلاثين / وسمعته زي الفل والياسمين / وسأنتخب أيضاً صلاح الدين / ثم ظلت تضحك وتكركر / وتبين أنها مصابة بالزهايمر / فاتجهت لآنسة اسمها مرمر / وسألتها : من تنتخبين ؟ / فقالت : سأنتخب الثائرين / من الشباب الروشين / وسأنتخب أيضا يا محبوب / حزب الفيس بوك وتويتر ويوتيوب / لإصلاح الهرم المقلوب / ثم سألت أحد البسطاء / من الموظفين البؤساء / من تنتخب / يا أخا العرب ؟ / فقال : سأنتخب أي حد / لإصلاح حال البلد / ولن أبيع صوتي / لمن يريدون موتي / ثم سألت واحدا / كان علي الرصيف قاعدا / ولم يقف في الطابور / انتظارا للدور / لماذا أتيت ؟ / وهل انتخبت ؟ / فقال : نعم انتخبت ناس ما اعرفهمش / لأني في السياسة ما بفهمش / والأحزاب كثيرة / وأعداد المترشحين كبيرة / وأنا راجل بسيط / وعقلي مش ناقص لخابيط / ولكن لا مناص / وانتخبت أي حد وخلاص / ومهما كان فالمجلس اللي جاي / أحسن من اللي راح في الباي باي / ثم استفزني واحد مستعجل / وشكله (مش مسترجل ) / وقال : لقد تركت بيتي / وجئت لأبطل صوتي / حتي لا أدفع الغرامة / فقلت : طيب مع السلامه / يا روح ماما / ورأيت شخصا فهلويا / قد انتحي مكان قصيا / ووقف يشرب العرقسوس / ويعد في الفلوس / فقلت : باين عليك قبضت يا ( ابو جاموس ) / وانتخبت المغول والهكسوس / فقال : لا والله يا بيه / أنا قبضت فعلا 500 جنيه / من مترشح سفيه / وانتخبت اللي أثق فيه / يعني إديت صوتي لواحد تاني وإديت بمبه للأولاني / فقلت: عفارم عليك / وحفظك الله من أعاديك / وبعد هذه العينة العشوائية / من أبناء دائرتي الانتخابية / انتابني إحساس بالفرح / وخصوصا لأن البلطجية لبسوا الطرح / ولم نشاهدهم في الزفة / وكأنهم اختفوا بطاقية الإخفا / وعندما جاء دوري / وغمست إصبعي في السائل الفسفوري / رأيت طفلة تحييني بمودة / وأهدتني بوردة / سألتها وأنا سعيد / هل أنت بنت جاري الحاج فريد؟ / فقالت : لأ أنا مصر وقد ولدت من جديد / وها أنتم / قد كسبتم / موقعة الانتخابات / وعقبال باقي الجولات .