سألت شخصا كيف ترد الجميل في عيد الأم؟ فرد علي.. وقال: أنا لم يعد لي أم بعد اليوم.. لأني لم أتذكر لها إلا سوء المعاملة.. فسألت آخر: بأي هدية ستهدي أمك في هذا اليوم؟ فقال لي: أمي حرمتني من كل شئ فكيف أعطيها شيئا فلابد أن أعاملها كما عاملتني!! سألت ثالثا: ما رأيك في عيد الأم؟ فقال لي: تجديد لذكريات أليمة لا أريد أن أتذكرها فسألت رابعا: ماذا ستهدي لأمك؟ فقال لي: أمي هو أبي سهر علي راحتي في وقت تركتني أمي فيه! لذا أهدي أبي باقة ورد ليضعها علي قبر أمي عندما ترحل عني وأتمني لها جنات الخلد بالرغم من أنها تركتني في جنون الحياة وسألت شخصا أخيرا بعد ما أصابني الإحباط فأجابني قائلا: ياليت أمي كانت علي قيد الحياة كنت أهديها بكذا.. وكذا.. وكنت.. وكنت وكنت ولكني لم أصدقه في أي شئ, فكثير من أناس أمهاتهم علي قيد الحياة ولكن لم يفعلوا نصف ما قاله..!! فسألت نفسي هذه المرة: إذا كانوا هؤلاء كلهم لايتذكرون إلا كل ما هو سيئ لأمهاتهم فهل يعقل أنهم سيعطون حنانا لأبنائهم؟ بالطبع لا!! فلو أنهم تسامحوا لتصالحت معهم الذكريات ولتولد واقع لهم مليء بالنقاء بين الماضي والحاضر وسألت الطرف الآخر وهي أم بسيطة! بماذا تشعرين في هذا اليوم؟ فنظرت إلي شذرا وقالت لي بعد ما طأطأت رأسها نحو الأرض وتنهدت: أشعر بكل جحود ونكران للجميل فسألتها لماذا؟ قالت: لأن ابني تركني منذ37 سنة ولم يسأل علي حتي ولو بخطاب فسألتها: إذن.. من اين تنفقين..؟ قالت: من معاش ابني الذي تركني منذ حرب..1973 تركني وحدي وراح وغاب عني ومنذ هذا اليوم لم أره, ولكنه ترك لي ذهبا كثيرا مثل حبات الرمل ولكن أحيانا لم أعرف قيمته وأسير عليه بأقدامي وتمر الأيام تلو الأيام وأحن من مرة أخري وأعود وأقبل تراب رجلي فقلت لها أخيرا: إذن أنت.. الآن.. الآن أنت تستحقين وسام الأم المثالية.. فقالت: خذ يا ابني المعاش وأعد لي وسام ابني.. لقد أشتقت لرؤيته وهو يحارب في القدس مرة ثانية لأن أصل قدوته كان صلاح الدين المقاتل الكبير, من المؤكد تعرفه, فنحن دائما أمة واحدة وشعب واحد ونتحرك فعلا ولكن بعد مذاق مر الحرقة أنا أشاهدك الآن وسام ابني أمامي.. أحييك يا بني فقد نجحت في تقليده فأنت تشبهه الآن. فالآن أقفز بهمة وعزيمة وأذهب وحارب لكن قال لي ملامحك غريبة بعض الشئ هل أنت من البلد هذا فقلت: نعم قالت: ما اسمك؟ قلت لها: جميل قالت: انتهينا يا جميل ونفد الصبر ومعه الكلام لقد حان وقت الأذان بالحرب لكي يطلع علينا بدر النصر مثل غزوة بدر عندما حالف المسلمين النصر وهم قلة أذهب يا بني وسأعتني بأمك وسأعيش معها علي حلو ومر الأيام وسأقتسم معها المعاش, ولا تخذلنا يا بني وأت لنا بذهب كثير كما فعل ابني وسام في حرب73 واعلم أن ربنا لايخزيك ياجميل لأنك صبرت كثيرا الصبر الجميل مستشار التحكيم الدولي محكم بمركز حقوق جامعة عين شمس للتحكيم عضو اتحاد المحامين العرب [email protected] http:/urassemsayed.blogspot.com