المرة تلو الأخري يقدم الشعب المصري دروساً بليغة في فنون الحياة فكلما تطرق اليأس الي النفس واستسلمت للاكتئاب خرجت ابداعاته المذهلة لتبدد الظلمات ولتبهر جهابذة العالم.. فحينما ثار الشعب بعد 03 عاماً من الخنوع والخضوع لكل انواع الظلم والاستبداد وقف العالم كله فاغرا فاه من هول ما يري ويسمع من قوة الثورة والتحضر والتغيير.. وحينما تم الاستفتاء علي الإعلان الدستوري خرج العالم مذهولا بخروج الملايين التي كانت تحجم عن الخروج في أي اقتراع مضي.. وبعد الكثير من الشد والجذب بين بعض النخب والسلطة حول جدوي اجراء الانتخابات في هذا التوقيت بل وسادت حالة من الرعب الشديد جراء ما قد يحدث في الانتخابات.. جاء يوم الاثنين الثامن والعشرين من نوفمبر وهو اليوم الذي تم تحديده لاجراء المرحلة الاولي من الانتخابات البرلمانية فتجمدت الكلمات وتحجرت العيون وكتمت الانفاس.. وكالعادة خرج المواطن المصري البسيط ليعطي درساً في فنون الديمقراطية يبهر أعرق الديمقراطيات في العالم ولم لا وهي المرة الاولي في تاريخ مصر التي يخرج فيها المواطن دون تأثير سلطوي من قصر الفرعون او سرايا الملك أو رئاسة الدولة.. أيها الشعب العظيم لا تغب عن المشهد.. كن متواجداً باستمرار حتي تحافظ علي الانجازات التي تحققت ولكي تؤسس لما هو آت.